أقلامهم

على المسعودي وأحلامه الصغيرة التي تودّي بستين داهية !

أحلام صغيرة جدا 

علي المسعودي
أحلم بين يوم وآخر أن أمشي في بر بلد عربي بعيد، وحيدا، وأقترب من شجرة فأجد تحتها رجلا نائما بهدوء، ما إن يحس بحركتي حتى يستيقظ فيسألني عن أحوالي وأولادي، أسأله: من أنت؟ فيخبرني أنه حاكم البلاد الذي عدل، فأمن، فنام.
وأحلم بين يوم وآخر أن أذهب إلى مطعم وجبات سريعة مع أطفالي، أتركهم يلعبون في ألعاب ذلك المطعم، ثم أسمع بعد قليل جلبة وصراخا، فأذهب مسرعا لأجد أولادي قد تشاجروا مع أطفال آخرين، ثم أكتشف أن أولئك الأطفال هم أبناء رئيس وزراء ذلك البلد العربي، حيث يأتي بنفسه يقبل أطفالي ويعتذر مني، أتبادل معه الابتسامات والتحايا، ثم أخرج مطمئنا.. مرتاحا.
أحلم بين يوم ويوم أن يرن هاتف منزلي فأرد، لأجد رجلا يسألني إن كانت برامج التلفزيون تسبب لي أو لأسرتي إزعاجا ما، فأسأله من أنت، ليقول لي إنه وزير الإعلام.
وأحلم مرات أن أذهب إلى المرور أدفع مخالفات سيارتي.. وعندما أقف في الطابور يقف معي ابن وزير الداخلية ليدفع مثلي مخالفات ممنوع الوقوفوتجاوز السرعة.
وأحلم من ضمن أحلام اليقظة أن يُطرق باب بيتي ظهرا، أذهب لأفتحه فأجد هناك من يحمل صينية أكل، أسال ممن؟ فيقال لي: هذا وزير الأوقاف بعث إليك بصينية غداء صنعه في بيته.
وأحلم أن أشاهد يوما لقاء في فضائية مع حاكم عربي يتلقى أثناء اللقاء اتصالات المشاهدين.. ويجيب عن أسئلتهم.
إنها مجرد أحلام.. تودّي بستين داهية!