أقلامهم

محمد العوضي … عشرون عاما والكويت غارقة بالملوثات والقادم أعظم

مبالغات دكتورة أسيل… أم ملوثات المرشحين!

محمد العوضي
من اخطر ما تمارسه الحكومات في الدول التي يسمونها «نامية»، اخفاء وزرائها ووزاراتها الدراسات والحقائق ذات الصلة بالحياة اليومية والمصالح المباشرة للمواطنين وعامة الناس دون استثناء لأحد بمن في ذلك أصحاب القرار وذووهم، لأن طمس هذا النوع من الحقائق أو حبسها في الادراج او اتلافها ترتد نتائجها على من يظن انه ناج من آثارها.
كُنت مع أهلي الثلاثاء الماضي في مراجعة صحية عند الدكتورة اسيل الخطيب بنت الدكتور احمد الخطيب الذي ورّث بناته الطبيبات حب هذه المهنة وخدمة الناس وتغليب البعد الانساني على البعد المادي.
سألت د. اسيل ما حكاية الشكوى العامة من ازدياد معدلات غير مسبوقة في الامراض بالكويت، وبروز امراض نوعية وانتشار امراض كانت محصورة في الكبار الى الصغار وعدم فاعلية الادوية والمضادات كما السابق؟
تنهدت الدكتورة بحرقة وسردت لي ما ارعبني من شواهد على ما قلت.
وذكرت ان عشرين عاما من الحرب في منطقتنا ونوع الاسلحة الفتاكة التي استخدمها الاميركيون وعدم معالجة آثارها في شمال البلاد بالطريقة العلمية والآمنة انعكس على صحة الناس بشكل نتجرع نتائجه اليوم، وذكرت من هذه الامراض السرطانات وكثرتها ووصولها للاطفال، الكحة، الحساسية، الربو، العقم، صعوبة الحمل، تشوه الأجنة، وذكرت امثلة عملية على ذلك وأحالت على اطلاع والدها واهتمامه بهذا الملف المخيف.
اذا اضفنا الى ما قالته الدكتورة، التلوث الذي ترميه الدولة بالبحر، والغازات المنبعثة من المنطقة النفطية وشركاتها يزداد تشاؤمنا على مستقبل وضعنا الصحي، فكيف اذا كانت هناك روافد اخرى كالذي قاله لي الدكتور أحمد الفضلي رئيس وحدة الجهاز الهضمي في مستشفى مبارك عن اثر أنواع الأطعمة على الأمراض المنتشرة في القولون وتقرحاته وزيادتها تكون قد حوصرت صحتنا وصحة اجيالنا بما كسبت ايدي الاجهزة الرسمية وخيار الأفراد ايضا… لكن اللوم دائما يكون على المؤثر الاكبر (الدولة)… ونحن نعيش هذه الأيام منعطفا خطيرا في حياتنا السياسية والمستقبلية ما يعكس تفاقما او انفراجا لكثير من مشكلاتنا بما فيها بيئتنا وحياتنا الصحية.
لست مثاليا والقصور طبيعة بشرية، والكمال لله، ولكن نزول بعض المرشحين المسكونين بالوباء الخلقي والصفاقة، والدعم المشبوه عنصر جديد لتلك الامراض فإذا فازوا نكون قد غرقنا بالملوثات.