كتاب سبر

الحريات أساس العدل والمساواة

بدأ الله سبحانه وتعالى الحياة بنعمة تختلف عن كل النعم، ألا وهي “الحرية” نعم إن وجدت وجد الأمن والأمان والتقدم والرقي في الحياة، وإن فقدت فقد هذا الأمن وأصبحت الحياة مخيفة ويعيش الناس ظلامًا بظلام، ولذلك ننظر للحريات من الجانب الإلهي؛ عن قول الله تعالى: ((فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)).
فهذا الجانب الإنساني وضعه الله للبشرية في حرية الاختيار، فكل مجازى بعمله وفعله، وإن عمل أحدنا بخير يجده، وإن عمل بشر أيضاً يجده، عن الرسول صل الله عليه وسلم: ” لافرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى” والمقصود لافرق بين شخص وآخر، كلنا سواسية أمام الله وأمام الناس.
أيضاً الله سبحانه وتعالى أرشدنا بالكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية التي تبين أن “الحرية الشخصية أو الفردية” هي منحة إلاهية للإنسان وفطرة الله على البشرية، لما لها من أهمية كبيرة في الحياة.
*أيضاً كفل لنا الدستور الحرية وإعطائها روح إضافية!
المادة((7)) من الدستور: “العدل والحرية والمساواة دعامات المجتمع”
والمادة ((30)) من الدستور: “الحرية الشخصية مكفولة”.
نعم، الحرية أساس العدل والمساواة؛ إن لم توجد حرية بالحياة لا أساس للعدل والمساواة؛ لكي يتمتع المجتمع رجالاً ونساءً بالحرية في التعبير عن آرائهم ومواقفهم لابد من البعد عن المصالح الشخصية وكبت وكبح الحريات؛ فالحل الأمثل هو إيصال الحقوق المشروعة لأصحابها، فالحرية حق مشروع للفرد والمجتمع، عن قول الله تعالى “والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر”.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع لايقتصر على الأمور الدينية والعبادات والعقائد فحسب، بل كل النشاط الإنساني في التفكير والنقد والمعارضة والتقييم في شؤون السياسة والثقافة والاقتصاد.
وعلى جميع الأصعدة نرى أن الحريات بدأت تأخذ النصيب الأكبر حتى وإن غابت أعوام ماضية، ولكن عادت بتمركز وبنفس عالٍ وثابت حتى يستقر عند حد اكتمال الحرية المرجوة منذ نشأة الحياة، وعلى الصعيد المحلي، نرى أنفسنا نمارس الحياة البرلمانية وهي جزء لايتجزأ من الحرية؛ لأن فيها إبداء للرأي وإعطاء حق مشروع في الحياة الاجتماعية في كل المجالات، ولكن مهما وصلنا من حرية نجد نقص في استمرارها؛ لأن طبيعة الفرد دائماً تطمح للأفضل والمجال الواسع من الحرية، فنجد الحريات بمنظورنا الحالي ينقصها بعض الشيء؛ لأنها كلما أرادت أن تعبر أو تنتقد تجد إرباكها وإحباطها بعض الشيء، ولكن رغم هذه الحواجز نحن كأفراد بالمجتمع نمارس حرية التعبير بكل أريحية سواء عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي أو اللقاءات الاجتماعية أوغيرها من إبداء للرأي وإفساح المجال للرأي الآخر، وفي حال كان هناك خطأ في ممارسة الحريات؛ فيكون الدستور والقضاء ملاذنا بعد الله سبحانه وتعالى، ولن يكن أحد يضام في ظل الصلاحية الإهية التي منحت للبشرية، وعلى جميع الأصعدة نجد الحرية تتمركز وتقفز بالإنجازات على المستوى الاجتماعي والسياسي والاقتصادي باستنادها إلى القوانين الإلهية والدستور، فالحرية نعمة من الرب لانفرط فيها لأجل المصالح الخاصة حتى لاتصبح بالنهاية نعمة يندم عليها الجميع، فالحفاظ عليها والإيمان والعمل بها تسير القافلة لبر الأمان. 
فهد الرفاعي
تويتر Fahad_ALRifai