آراؤهم

الإسلام السياسي والديمقراطية

الدين الإسلامي من أعظم الأديان السماوية، وهو الاستسلام الكامل لأوامر الله ونواهيه بلا اعتراض، وهو آخر الديانات السماوية، وناسخ لما قبله من الديانات، ويؤمن المسلمون بأن الله هو الواحد الأحد الذي خلق الكون بكل مافيه ويؤمنون بالكتب السماوية والملائكة وجميع الرسل واليوم الآخر والقدر خيره وشره. قال تعالي في محكم كتابه: {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } .. آل عمران 19 .
 وقال سبحانه :{وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} .. آل عمران 64.
ونحمد الله سبحانه وتعالي أن جعلنا مسلمين بالفطرة، وتلك نعمة كبيرة وعظيمة أسبغها الله علينا من فضله ونعمته. 
والكثير من المسلمين لا يعرفون من الإسلام إلا اسمه وانتماؤهم  الطبيعي إليه والأخطر من ذلك كله استغلالهم للإسلام ومبادئه وقيمه في الوصول إلى مبتغاهم والعياذ بالله. 
وفي الكويت نشأت الحركات والمنظمات والهيئات الإسلامية؛ لتطبيق شعائر الإسلام ومبادئه والدعوة إلى تطبيق تعاليم الإسلام السمحة، وقد سعت تلك الحركات إلى دخول المعترك السياسي، وذلك للسيطرة علي المجتمع، محاولة منها الانفراد بالقرار أو المشاركة فيه وتسعي إلى ذلك بكل الطرق، ومن هذه الحركات الأكثر تواجدًا وقبولا في الكويت هي الحركة الدستورية الاسلامية – الإخوان المسلمون، التجمع الاسلامي الشعبي -السلف، الائتلاف الإسلامي الوطني – الشيعة.
وبعض التيارات والحركات الإسلامية، وبعض المستقلين والليباريين الذين يتصارعون للوصول لمجلس الأمة.
وقد فرضت الحركات الإسلامية نفسها علي الساحة الكويتية كأحد القوى المؤثرة؛ نظرًا للقبول الشعبي داخل المجتمع الكويتي المسلم المحافظ. وقد دخلت هذة الحركات اللعبة الديمقراطية بكل قوة وصولاً  للإصلاح والدفاع عن المبادئ الإسلامية.
ويقول حسن البنا رحمه الله إن الإخوان يقبلون النظام الدستوري النيابي، ويري أنه الأقرب إلى الإسلام ويحقق مقاصده وقد عدد معالم النظام الدستوري النيابي بوجود دستور يضع الضوابط للأمة ويفصل بين السلطات، ووجود تعددية في المجتمع ونصوص لمحاسبة السلطة ومراقبة أعمالها. 
وفي الكويت نرى هذه الأيام كثير من المرشحين المحسوبين علي التيارات والحركات الإسلامية يعرضون بضاعتهم للرأي العام وبرامجهم الانتخابية طمعًا في الحصول على أصوات الناخبين؛ للوصول إلى مجلس الأمة الذي يعتبر “المطبخ الشرعي ” للتشريعات وسن القوانين ومراقبة الاداء الحكومي والدفاع عن مصالح الدولة وحريات الشعب.
وأخيرًا، نسأل الله تعالى أن يعز الإسلام والمسلمين وأن يحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه وأن يصلح ولاة أمورنا ويهدي أصحاب القرار إلى مافيه خير للبلاد والعباد وأن يكتب النجاح لكل مرشح يخاف الله أولا، ويأتمر بأحكام الاسلام الصحيح ويحافظ علي دينه ومبادئه ويستثمر ذلك في خدمه شعبه ووطنه.
             
يقول الشاعر لبيد بن ربيعة (وهو من شعراء المعلقات حسب الرواة ومن أشهر الشعراء المخضرمين المعمرين، أسلم فأحسن إسلامه، ويكنى بأبي عقيل، وأشهر أقواله ألا كل شيء ما خلا الله باطل).
يقول في إحدي روائعه:
وما البر إلا مضراتٌ من التقى 
 وما المال إلا عارياتٌ ودائع
وما الناس إلا عاملان فعامـلٌ 
 يبترُ ما يبني وآخر رافعُ
فمنهم سعيّـدٌ آخذٌ بنصيبـه
 ومنهم شقيٌ بالمعيشة قانعُ
ألا كل شئ ما خلا الله باطل
 وكل نعيم لا محالة زائلُ
             دالي محمد الخمسان
   Dali-alkhumsan@hotmail.com
               Twitter @bnder22