أقلامهم

خلود الخميس : واجبنا إنكار منهجية «شيوخ الطريقة» … دقوا دفوف الحب في الثاني من فبراير

يا صبر .. مرزوق!

خلود عبدالله الخميس 
فعلاً يستحق النائب السابق والمرشح الحالي المهندس مرزوق علي الغانم أن نثني على صبره!
لقد واجه كيلاً من الشتائم والقذف والقدح، بمكاييل عدة، طائفية، قبلية، شعبية، وطنية، وعائلية، وكلها مفتراة، وتزامنت مع ترشحه لبرلمان 2012، وفي المقابل لم أسمع أو أقرأ منه رداً واحداً يخرج عن الأدب!
كثيرة هي القواذف، ومتعددة الجهات، ومختلفة الأسباب، ومتباينة الشخوص، والهدف واحد، الخوض في سيرته بالباطل. وأما الحق في ذكر حسناته مثلما تم الترويج لسيئاته، فلا يهم، ونحن هنا بصدد تناول ظاهرة لا أخلاقية سَنَّها الخصوم السياسيون كأداة للنيل من معارضيهم!
فهل نقبل للساحة السياسية في الكويت أن تكون مرتعاً لأساليب قُطّاع الطرق في إدارة المناطق الانتخابية لتخضيعها، ومنهجية الراعي في سَوق الرعية للمراعي؟
إن من واجبنا إنكار منهجية «شيوخ الطريقة» هذه! فليس مكانها بلداً مثل الكويت، وأدواتها ليست شعباً كشعب الكويت!
لم أجد من قراءة ما بعد سطور الهجوم عليه، إلا ثلاثاً يطنطنون حولها، لأنه ابن عائلة من التجار، ولأنه كانت له مواقف لا يتفق بعضها مع الشارع، ولأنه «كتلة العمل الوطني»!
وبتحليل محايد، فالسبب الأول منقسم إلى جزأين نسَبه الذي لم يختره، ثم تجارة أسرته التي عملوا بها على تعاقب العقود، ومن اتخذه سبباً في التهجّم عليه، فقد ظلم نفسه بالحسد، واحتقر مواطنته بالشخصانية، وأهان أخلاقه بالبذاءة!
منذ متى شعب الكويت يحسد بعضه بعضاً على ما أتاه الله من فضله؟ ومنذ متى صار الغيظ من غنى العائلات لغة أهل الكويت للاقتصاص من خصومهم؟ والسؤال المستحَق، منذ متى عمّ البغض بين الكويتيين، يسلطون أُجراء لينالوا من أشخاص بامتطاء سوء الخلق وانحدار اللغة وتدني الأدب؟
أما إن كانت مواقف الغانم لا تتوافق مع رغبة البعض أو تختلف معه، فهذه هي الديموقراطية! فكيف يمجّدها من يرفض مخرجاتها، إن تخالفت مع هواه؟ فالاختلاف في الرأي، والسواد للأغلبية من قيمها الرئيسية، فإلى متى منهج ازدواجية المعايير المقيت، الذي يحرّكه جهاز المنفعة الشخصية لإلحاق ضرر شخصي؟
أليس من حق أي نائب أن يتخذ رأياً بناء على قناعاته، ويتحمّل مسؤوليته السياسية، بلا تجريح وطرد من الدفاع عن مصالح الشعب؟ كلٌّ له حق الاعتراض، ولكن نستنكر وسيلته، ودناءته، وتخليه عن ثوابت الشعب الكويتي الأصيل!
أما كتلة العمل الوطني، فمن اتفق ومن اختلف معها، فهو يفعل ذلك مع الأشخاص لا المبادئ، وتجاهل حقيقة أنه تجمع برلماني محدود العدد، في بيئة نزاع غير متوافق داخل البرلمان، اتخذ من جنون العرب الموصوف بقول الشاعر: 
«وَنَحنُ أُناسٌ لا تَوَسُّطَ ع.ندَنا لَنا الصَّدرُ دونَ العالَمينَ أَو. القَبرُ»، أنموذجاً، وجاءت حرب «ألفاظ الشوارع» بموازاته، فإما تسب خصمي معي، وإما أن أسبك، لأن خصمي من لا يسبّ خصمي!
لاشك أن الأسباب الثلاثة السابقة هي مثلت برمودا، فمن خاض فيه من الشعب، فقد مصداقيته واحترامه لنفسه!
إن الخصومات ديدن البيئات التنافسية المصالحية، وهي بيئة لاحقة، ولكن أخلاق التخاصم منشأها الأسرة وهي سابقة، فمن تنازل عن تعاليم عائلته وتربيته، فمن باب أسهل أن يتنازل عن مكتسبات دولته!
أنا شخصياً قد أختلف مع الغانم في بعض طروحاته، ليأتي التفاعل الإيجابي بين كاتب الرأي في الشأن العام، وبين المشرّ.ع في الشأن العام، نختلف ونتحاور في الشأن العام، ولكن لا يعني أحدنا أبداً شخص الآخر وأسرته، وإلا تخلّفنا في اختلافنا وانحدرنا وصرنا أقرب إلى سلوك الأنعام في الغاب، وأنصار شريعة المتنفذين، وحماة قانون الذين يظنون أن لن يقدر عليهم أحد!
مرزوق الغانم ارتضى لنفسه منهجية في اتخاذ المواقف السياسية، فلم يكن خواراً في الاتّباع والانصياع، ولم يكن جباراً فاجراً في الخصومة والانتقام، ويتحمّل مسؤولية مواقفه، وهذا الأمر أدى إلى دحض المأخذ السياسي عليه من خصومه، والانتقال إلى خطة وضيعة!
الكويت في مرحلة حرجة، وتحتاج إلى فريق واع يقف في منطقة رزينة بين «التأجيج والانبطاح»!
وإن استمر البعض في دق طبول الحرب، فنحن ـ الكويتيين ـ واجبنا أن نستبدل بها دفوف الحب في الثاني من فبراير.