كتاب سبر

أشتمك.. وأنجح!

هناك من المرشيحن من أتمنى وصولهم للمجلس، وبفضل الله هم كُثُر، لن أتكلم عنهم، تتكلم عنهم مواقفهم وصيتهم وخلفياتهم وقدراتهم وقوتهم، البعض منهم ظفر بتزكيات من الثقات والبعض الآخر زكتهم مواقفهم حينما وُضِعُوا على المحك.
لكن انتخابات 2012 أجدها مختلفة جداً لأسباب كثيرة؛ فقد جاءت بعد احتقان كبير في الحالة السياسيّة، مماجعل الكل يتعامل مع هذ الانتخابات بشكل جديد، وسأسرد سرداً سريعًا لهذا الاختلاف كتذكير.
فضائح القبيضة، صراعات القوى السياسية وغيرها، مظاهرات ضخمة، إضرابات مشتعلة، قرارت مستفزة، إعلام فاسد، بروز الرويبضة، التفتيت والتقسيمات، قوى المصالح، وقوف تنمية، تدهور تعليم، أنين الصحة، أوضاع محيطة مشتعلة، كل هذا أفرز، حراك شبابي، حراك مشايخ حراك قنوات من الطرفين، خروج عن الحسبة المألوفة في الانتخابات، خروج بعض المرشحين عن الفرعيات والتعويل على وعي الشارع، توجه كبير لارتفاع نسبة المصوتين رغم دخول “العطلة” توصيات على الأصلح بلا قيود.
مع هذا كله شاهدنا بروز جميل لأسماء متألقة، عيبها الوحيد أنهم كثيرون، مما يجعلنا نتخوّف من عدة أمور، أولها تشتيت الصوت بينهم وخروج من لا نتمنى وصوله، محاولة الصب على الأضعف بحجة أن الأقوى محمول، فقد ينتج خسارة لايحمد عقباها، التكاتف الواضح للقلّة السيئة قد يقوي موقفهم رغم نبذ الجميع لهم، الخشية من تفشي المال السياسي وبروزه كسلّم لم يلتفت له، والكثير من الحسبات التي تحتاج منا التركيز.
لذا أتمنى التركيز على القوي الأمين، وكم تمنيت انسحاب بعض المرشحين الذين يشكلون امتصاصاً واضحاً للصوت الحر دون مكسب لهم، مع العلم أن بعضهم يعلم أن حظوظه قليلة لكنه يعوّل على مربع حرق الصوت فيه، أتمنى وجود تحالفات بين مجموعة من خيار المرشحين، وإن لم يسعف الوقت، فالتبديل بشرط الصلاح والوطنية من جميع الأطراف.
وأقوى هذه الحلول هو الحضور المكثف من المجموعة الصامته وارتفاع النسبة إلى أعلى درجاتها، هنا سيصنع فرقاً كبيراً دون الحاجة لكل التكتيكات، وسيرسم خارطة جديدة ومعطيات مفاجِئَة لم نعتد عليها من قبل.
عزيزي الناخب، لا تنسحب أعط الأصلح، فإن قلوا، فساهِم في عدم وصول المفسد ولو دفعت بأخف الضررين كموازنة، لاتصوّت للسبّاب البذيء ولاتصّوت لمن يخالف سياسات البلاد ويؤيد دولًا خارجيّة رغم توجه البلاد بتجاه آخر، لا تصوّت لمن يطرح طرحاً طائفياً مقيتًا أو عنصريًا ممجوجًا، واحذروا من تكسّب البعض من أحداث قد تكون مفتعلة، ولنجعل الرد في الصناديق، الوعي الوعي، لامجال للمجاملات والسلبية، وتذكر أنها أمانة وشهادة حق لن يحاسبك سوى الله عليها، فلا تجامل في دينه وحفظ أمانته والله الموفق. 
    حمود ناصر العتيبي
    @humod2020
Qlm97@hotmail.com