أقلامهم

خالد الجنفاوي … المواقف المعتدلة وغلبة المصالح العامة على الخاصة من أجل الوطن والمجتمع

رِفْقاً بِأُمِّكُم الكويت… التزموا الحكمة

د.خالد عايد الجنفاوي
“وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ” (لقمان: 12).
يدل مصطلح “الحكمة” على الصواب في العقل, وفي القول والفعل: أي تمكن الإنسان من اختيار قول معتدل أو أن يتخذ موقفاً متزناً, ويأتي بفعل يدل على رجاحة عقله. وفي سياقانا الكويتي, التزام الحكمة وخصوصا هذه الأيام سيتمثل وفق رأينا في اتخاذ المواطن الكويتي مواقف معتدلة تدل على حرصه الشديد على تكريس مبادئ الوحدة الوطنية في قلوب وأذهان مواطنيه الآخرين عبر اتباعه سلوكيات وتصرفات تدل على حسه الوطني النبيل وترفعه عن التحزب والتعصب.
على سبيل المثال, أن يتخذ الإنسان العاقل مواقف معتدلة حول ما يجري في بيئتنا المحلية, وبخاصة في ما يتعلق ببعض خطابات الانتخابات البرلمانية سيتمثل في اختياره موقفاً إنسانياً متزناً يُغِلِّبُ المصالح العامة على الخاصة. وتغليب المصلحة العامة من المفروض أن يتجسد في استمرار التزام الفرد في الحفاظ على السلم المجتمعي في بيئته الوطنية عبر تنفيذه لمتطلبات وحدتنا الوطنية: المودة- التعاضد- الألفة- المحبة وتكريس التسامح والقبول بين فئات وشرائح مجتمعنا الوطني. إضافة إلى ذلك, التزام الحكمة يشير كذلك إلى أي قول أو فعل إيجابي يكرس ما نشترك فيه ككويتيين من قيم سامية وعادات وتقاليد مشتركة تدل على تجانسنا النفسي واندماجنا جميعنا, وبلا استثناء, في هويتنا وثقافتنا الكويتية الفريدة. وبالطبع من يحاول قدر ما يستطيع اتخاذ مواقف متزنة تجاه غالبية ما يجري في سياقنا المحلي  مثل التداول النشط لخطابات انتخابية بناءة يتبع سلوكيات ويأتي بتصرفات عقلانية ومنطقية تغلب مصلحة الكويت على المصالح الشخصية والانتخابية الموقتة.
بل ان الاستمرار في محاولة تكريس التفكير العقلاني والمتزن وخصوصا عند مناقشة علاقاتنا الاجتماعية كأعضاء مجتمع كويتي متوحد هو بشكل أو بآخر شكر لنعم الله عز وجل. فمن يشكر الله تعالى على “نعمة توحدنا الوطني” وألفتنا الإنسانية الفريدة ويحاول قدر ما يستطيع بث الحب والمودة والتآلف في نسيجنا الاجتماعي الوطني هو من أوتي الحكمة فعلاً وجسدها في قول وفعله. فلعل وعسى.