برلمان

أشار إلى تحول الدائرة التدريجي نحو المعيار السياسي القبلي
العصفور “يحلّل” النتائج التي أفرزتها خارطة التحالفات في “الخامسة”

في قراءة تحليلية لنتائج المرشحين لانتخابات مجلس الأمة في الدائرة الخامسة، عدد الزميل سعود العصفور الأسباب التي أدت إلى تحقيق بعض المرشحين نجاحات ضخمة في عملية التصويت وفشل البعض الآخر في تبوؤ المقاعد العشرة الأولى للدائرة بسبب الظروف التي مروا بها، متتبعا خارطة التحالفات التي عقدوها قبل يوم 2 فبراير الذي حدد الملامح النهائية لمجلس 2012.



وذكر العصفور من حسابه على “تويتر” عدة توقعات كان قد طرحها بعد انتهاء التحالفات التي قام بها مرشحو الدائرة الخامسة كتفوق الطاحوس والصواغ، وخسارة الكندري والمري، وحصول الحميدي السبيعي على رقم جيد، كما توقع وصول رباعي تحالف العوازم، ونجاح 3 من تحالف العجمان، مؤكدا ضعف موقف تحالف القبائل مع أفضلية لخالد شخير وعايض أبوخوصة.



وحول توقعه السابق بتفوق الطاحوس والصواغ غرد الزميل العصفور قائلا: “لقد كان تفوقا متوقعاً وبالذات للصواغ لعدة أسباب أولها هو دعمهما من قبل أكبر قبيلتين رغم خروجهما من الفرعي، بالإضافة إلى دعم الأقليات القبلية والحضرية في المنطقة على حد سواء، الأمر الذي شمل حتى قواعد تحالف القبائل الأربعة في الدائرة، ودعم الملتزمين دينيا وعدد لا بأس فيه من قبيلة العوازم أيضا، لذلك كان رقم الصواغ عالياً، أما رقم الطاحوس فقد أتى من قبيلته التي فضلت إعطاءه صوت الحويلة، بالإضافة إلى قواعد الشعبي في المنطقة، وكذلك الأقليات باختلاف أنواعها”.



وعن توقعه القائل بعدم نجاح ناصر المري وفيصل الكندري أشار العصفور إلى أن “الظروف التي خدمتهما في انتخابات 2009 لم تكن متوفرة في 2012 حيث كانا في انتخابات 2009 خيار الأقليات وكل من لم يرد مخرجات الفرعيات، لكن الخيارات في 2012 كانت أكثر بوجود الطاحوس والصواغ والحميدي مما تسبب في ابتعاد كثير من الأصوات عنهما وظهر ذلك جلياً في رقم ناصر المري الذي لم يستفد كثيرا من التحالف الذي دخل فيه إذ كان عبئاً عليه أكثر منه فائدة، أما الكندري فقد ساعده قليلا تركيز الشيعة في الدائرة عليه. 



ورأى العصفور أن “تحالف تشاورية العوازم كاد أن يسقط منه مرشح وهو مناور نقا، ويعود ذلك لخروج اصوات كثيرة للصواغ، وبسبب رقم العوازم وحضورهم نجح مناور”.



وأشار إلى أنه في تحالف تشاورية العجمان كان مؤكداً وصول الصيفي والبرغش، وبقيت الاحتمالات بين المرداس والحويلة، والافضلية للمرداس وهو ما حدث، حيث حصل المرداس على حقه كاملاً من اصوات العجمان، بالإضافة إلى حصوله على دعم الملتزمين في الدائرة، بينما فقد الحويلة الكثير من اصوات قبيلته لخالد الطاحوس أو فلاح الصواغ، وهو ما لم يستطع تعويضه من الأصوات التي حصل عليها من أقليات الدائرة.



وعرج على التحالف الذي وصفه بأنه “أثار الكثير من الجدل” وهو تحالف عتيبه ومطير وبني هاجر والدواسر إذ قال: ” إنه تحالف توقعنا له مبكراً ان يكون ضعيفاً، وأسباب ضعفه تكمن في تركيبته التي كانت جلها من أسماء جديدة، لا يوجد بينها عضو سابق، في مقابل وجود الطاحوس والصواغ كمرشحين، لكن الفرصة كانت أفضل في هذا التحالف لخالد شخير وعايض العتيبي لتواجدهما سياسياً في الأحداث الأخيرة في مقابل ماضي الهاجري وفهد الدوسري، بالإضافة إلى وجود الصواغ والطاحوس جعل التزام ابناء القبائل الأربعة بكامل قائمة التحالف أمراً غير متوقع، فكل ناخب أعطى مرشح قبيلته وآخر من التحالف، ثم أخرج اصواته ليعطي الصواغ والطاحوس، وقد كان الالتزام أقوى من قبل الهواجر والدواسر من مطير وعتيبه”.



وتابع:  “لقد تأثر ماضي الهاجري وفهد الدوسري بتاريخ نواب القبيلتين في المجالس الماضية، فلم يسعفهما الوقت لتغيير الصورة النمطية لدى الدائرة عن نائب الهواجر والدواسر، وهو ما أثر على حصولهما على أصوات من داخل وخارج التحالف تدعم موقفهما الانتخابي، مضيفاً أن “الإشاعة التي تحدثت عن زيارة المهري أثرت كثيراً في الهاجري والدوسري، والنفي الخجول لهما لم يصلح الضرر الذي حصل وكان من الأفضل لهما انتخابيا أخذ موقف واضح وحاسم وهجومي ضد السيد المهري المكروه في الدائرة، مما كان سيرفع من أسهمهما انتخابياً وهو ما لم يفعلاه”.



وعن التساؤل الدارج “لماذا خالد شخير وليس عايض العتيبي؟” قال: “أعتقد أن تأخر تشاورية العتبان والخلافات التي صاحبتها قد أثرت بعض الشيء في حظوظ عايض”.



تغريدات العصفور حملت العديد من التوقعات للدورات الانتخابية المقبلة إذ قال: “إن مستقبل التحالفات القبلية التي تضم أكثر من قبيلتين في الدائرة الخامسة مظلم، ولا أتوقع أن يكون هنالك تحالف ناجح لأكثر من قبيلتين، كما أن التحالف بأسماء غير معروفة في الدائرة لا يمكن أن يضمن النجاح مثل السابق في ظل وجود أسماء لها شعبية وجاذبية انتخابية في المنافسة”، مشيرا إلى أن الخامسة تتحول تدريجيا من دائرة قبلية فقط إلى دائرة سياسية قبلية، حيث لم يعد المعيار القبلي هو الأساس فيها بل شاركه المعيار السياسي.