أقلامهم

سهام الفريح : الفئات المعارضة من اسلاميين وليبراليين وقبليين ومستقلين قد يختلفون حول بعض القضايا لكنهم سيتفقون لا محالة في التصدي لمظاهر الفساد

بأيديهن سقطن لا بيد عمرو

أ.د. سهام الفريح 
الآن وبعد أن هدأ ذلك الصخب، وما أفرزته نتائج الانتخابات التي أدت إلى العديد من التحليلات المتباينة، ولعل أبرز ما في هذا التباين هو وجود نظرتين احداهما نظرت بشكل سلبي إلى هذه النتائج، والاخرى كانت أكثر إيجابية.
وما دفع الى النظرة السلبية هو فوز التيار الاسلامي بتفوق عالٍ بشقيه الإخواني والسلفي وحصولهما على «21» مقعداً من أصل 51 مقعداً، وهو رقم لا يمكن الاستهانة به وقد جاءت هذه النظرة من تخوف من أن يأخذ هذا التيار المجتمع بتشريعات ونظم تحد من الحريات العامة.
فدعنا نمعن النظر في أسباب فوز هذا التيار حيث لم تأت هذه الارقام من ناخبيه الاسلاميين فحسب، بل من ناخبين مستقلين ووطنيين بعيدين كل البعد عن الانتماء إلى هذا التيار، فاختارتهم هذه الجماعات المستقلة بعد رصد دقيق لمواقفهم في الدورة السابقة تجاه الفساد بكل أشكاله المالي والسياسي، ومواقفهم ذاتها تجاه من تحركهم أجندات خارجية تمس أمن الكويت، وتضر بمكانته وسيادته، في الوقت الذي انشغل فيه الآخرون بتحقيقهم مصالح ذاتية لهم على حساب مصالح الوطن، والدليل ان يفوز أحد هؤلاء فوزاً ساحقاً في دائرة تتنوع فيها المشارب والتوجهات الفكرية والاجتماعية.
تلك الأعاصير العاتية التي هبت بضراوة على دائرتها من كل حدب وصوب.
أما النظرة الايجابية الى هذه النتائج فهي وصول ما بين 32 – 34 نائباً معارضاً الى البرلمان، ولا نقصد بالمعارضة المعارضة فحسب، وانما لان تلك المعارضة هي التي تصدت لكل اشكال الفساد وبالذات المالي في قضية الايداعات المليونية التي احرجت من دارت الشبهات حولهم حتى انسحبوا من هذا المعترك الا واحداً فقط، وكذلك كان من بين الاسماء المعارضة كما بينا سابقاً شخصيات سلطت الضوء على كل من له تواصل مع الخارج ضد مصلحة الكويت وضد أمنها.
ومن المظاهر الايجابية عدم فوز كل من دارت حولهم أصابع الاتهام في موضوع الفرعيات حتى في دوائرهم الاشد قبلية «كما يطلق عليها».
وتشير بعض التحليلات حول هذه النتائج إلى أن هذه الفئات المعارضة من اسلاميين وليبراليين وقبليين ومستقلين قد يختلفون حول بعض القضايا لكنهم سيتفقون لا محالة في التصدي لمظاهر الفساد ولكل ما يمس أمن الكويت وسيادتها.
وبعد هذا كله ألا نجد في هذه النتائج قدراً طيباً من الإيجابية؟!.