أقلامهم

ذعار الرشيدي : هناك أولويات كثيرة تسبق الحديث عن المادة الثانية … ملفات مستحقة تمتلك الأولوية

مجلس.. «مزيونة… وأخوها غثيث»

ذعار الرشيدي 
يقول كنت لا أطيق الرجل و«لا اشتهيه ولا أواطنه» حتى أنني إذا اجتمعت معه في مخيم أو ديوانية انقبض قلبي وأحسست بأضلعي تنطبق على بعضها فقد كان ابن الحلال «ثقيل طينة»، رغم انه وبأمانة كان يحاول جاهدا ان يفتح معي حوارا أو يدخل في أي نقاش معي حتى ولو لم يكن يفقه فيه شيئا، أضف إلى ذلك أنه كان دائما ما يحاول ان يساندني في أي نقاش ادخل فيه مع رواد الديوانية، ولكن مع كل محاولاته تلك للتقرب مني كنت ازداد كراهية له، استمر الأمر لأكثر من عامين يصر خلالهما على التقرب وأنا أنفر منه أكثر وأكثر .
 حتى كان اليوم الذي مررت بمنزله لحاجة ضرورية لم أكن لأذهب لمنزله لولاها، وبينما أنا انتظر خروجه شاهدت فتاة جميلة جدا توقف سيارتها أمام المنزل وتترجل منها لتدخل من الباب الرئيسي، صرخت بداخلي لا شعوريا «يا الله هل يوجد جميلات بهذه الطريقة المرعبة في الكويت؟» لمحتها ولمحتني بطرف عينها لتسقط نظرتها في قلبي كشهاب هوى وسط حشائش ليحرقها فورا، أحرقت قلبي، واختفت، وبينما أنا أحترق ولاتزال عيناي على جحوظهما الأول .
 فوجئت بصديقي «ثقيل الطينة» يطرق زجاج سيارتي ليوقظني من حريق الرمش الذي أشعل جوفي، لم اعرف صلة القرابة بينه وبين الفتاة التي دخلت منزله، وبسرعة بديهة قلت «يا أخي هذه السيارة الحمراء التي أمامي رائعة» وكنت أشير للسيارة التي ترجلت منها الفتاة فقال لا فض فوه «اها… هي سيارة أختي» وبدأ يسرد ميزات السيارة، وفجأة أحسست أن طينة هذا الآدمي أصبحت أخف من غاز الهيليوم الى درجة أنني بدأت أحبه، بل لحظتها لم أتردد في دعوته للغداء في مطعم 5 نجوم، وخلال تناولنا الغداء كنت استمع إليه كما لو أنني استمع إلى فيروز، المهم بعد 3 أشهر أصبحت تلك الفتاة زوجتي واصبح هو نسيبي، والآن هو خال أولادي.
لم أسرد حكاية صديقي ونسيبه «الغثيث» إلا لأنني وجدت فيها شبها كبيرا لعلاقتنا مع مجلس الأمة الجديد، فهو على القياس الشعبي «مزيونة» باعتبار المخرجات جاءت موافقة لأهوائنا السياسية، ولكن الطرح الذي لمسناه منه وخاصة الحديث عن تعديل الدستور وتحديدا المادة الثانية يجعلنا نرى ان هناك «غثاثة» في الموضوع، لا احد بطبيعة الحال يرفض تعديل المادة الثانية من الدستور ولكن ليس بهذا الشكل ولا في هذا التوقيت فهناك أولويات كثيرة تسبق الحديث عن المادة الثانية فهناك ملفات مستحقة تمتلك الأولوية ومنها على سبيل المثال لا الحصر تعديل الوضع الصحي المتردي وتعديل التعليم والاهم الأهم النهوض بتنمية البلد التي تأخرت وتأخرنا معها عشرات السنين، ما يجعلني أقول وأنا مرتاح مجلسنا».. مزيونة وأخوها غثيث».