آراؤهم

خيبة القانون

كلما أتذكر أني درست القانون أشعر بالحزن الشديد وأتمنى لو عادت سنيني للوراء؛ لأغير توجهي وأمتهن الخياطة أو تصميم الديكور، وذلك لما أراه من خيبة للقانون والانتقائية والمزاجية في تطبيقه؛ فما درسته لا وجود له على أرض الواقع والسطر الذي يقول إننا سواسية أمام القانون أتمنى تغييره؛ لأننا عكس ذلك، نعم.. لسنا سواسية والشواهد كثيره وابرزها قضية البذالي وعند تعديه على طائفه نكن لها كل الاحترام قاموا بتطبيق القانون عليه ونفذوا عليه العقوبه في حين ان محمد الجويهل وهو الذي تفنن وتخصص في شتم ابناء القبائل وتحقيرهم وذم خصالهم ( تُحفظ ) كل القضايا التي ترفع ضده طوال ست سنوات؟؟
سألنا واستفسرنا لماذا لا تُحال كل هذه القضايا للمحكمة، وهي التي تقرر الحقوق لأصحابها فلم نجد الإجابة، والسؤال: لما طبقتم القانون على الأول في حين أن الثاني وعلى كثرة القضايا ضده لم يطبق عليه القانون؟
وننتقل من “بوجعل” إلى التاجر الجشع، الذي دمر البلد بلحومه الفاسدة وتهديد أرواح وأبدان البشر؛ فإذا صحة الشعب لاتهمكم أتمنى أن تستوردوا شعوباً غيرنا، فنحن لانستحق الحماية والوقاية من جشع التجار وتنفذهم وفوقيتهم على القانون.
بعد الصراخ المتكرر على جرائم التاجر الفاسدة، اكتفيتم بالإنذارات وهذا ثواب في حقه وليس جزاء وعقوبة رادعة فمن يستسهل أرواح البشر لن تهمه نذاراتكم، ونحن نسأل: أين سيادة القانون وأين تطبيقكم للنص القائل إن القاعدة القانونية عامة ومجردة؟ وأين فرض هيبة واحترام القانون؟ لا يا سادة فقانونكم ومزاجيتكم وانتقائيتكم لاتعجبنا ولن نحترمها؛ فأنا عندما أجد السلطة تحمي من يخطأ بحقي حينها لن أهابها ولن ألجأ إليها مرةً اخرى، بل سأطبق شريعة الغاب وآخذ حقي بيدي وهذا اقل الايمان لاني عندما اشعر ان كرامتي تنتهك لن اقبل بتطبيق قانون (كيفك) ياطويل العمر.
ولا لوم على الأحداث الأخيرة من إحراق للمقرات واقتحام للقنوات فالمقتحمين والمحرقين طوال ست سنوات لجؤوا للسلطة، ولم تعيد لهم اعتبراهم ولم تنتصر لكرامتهم وسيدي الرئيس عليك العلم ان كثرة الضغط تولد الانفجار، ونحن ضد مافعلوه، ولكن أيضاً لا نلومهم فقد حُقّروا وتحملوا وذاقوا المر من هذه الجماعة التي حماها القانون فما كان منهم إلا أن ينتصروا لكرامتهم وحقوقهم بأنفسهم.. فمالحل؟
الحل الوحيد هو العودة للأمة، وجعلها مصدر السلطات وفرض هيبة القانون، فأنا عندما أرى الجزاء العقابي يُطبق على التاجر والشيخ فسأحترم حقوق الآخرين وسألجأ للسلطة لنيل حقوقي
ولابد من معاقبة قنوات الفساد وإلزامها بعدم التعدي على أطياف المجتمع بحضرها وبدوها وشيعتها وسنتها فكلنا واحد والكويت للجميع، وجعل القانون يأخذ مجراه وعدم السماح لمن يتمتع بسلطه ونفوذ ان يوقف القضايا ودعوى الحق العام وعدم احالتها للمحكمه وحفظ الاوراق كما حدث مع الجويهل.
نريد استقلال القضاء وضم التحقيقات للنيابه وفرض رقابة على اعمال التحقيق لمعرفة أسباب حفظ الدعاوى وعدم احالتها للمحكمه ومطالبه بالشفافيه فهذه حقوق الشعب والمجتمع ولابد من اعطاء كل ذي حقٍ حقه.
ورغم كثرة الفساد وانتشاره إلا أني لا أزال متفائلًا بغدٍ أجمل.. وأتمنى من الباري عز وجل ألا يُقتل فيني التفاؤل وأرى الكويت كما قالها عبدالله الاحمد .. جميله ويانعة
وإن شاءالله .. بكره أجمل
إضاءة:
ودامك يافهيد اتسب العالم وتبي اتدوسهم .. ليه تنحاش يوم وصلوا بيتك ..دامك منت قد الحكي ليه اتجيبه لنفسك.. حط رجلك يافهيد
آخر السطر:

يقول الشاعر مشاري المري:
الجرح: هوّ اللي تغطيّه النفوس
ماهو بـ جرح اللي يغطّيه القطن

إخذو المشالح والمناصب والفلوس
وخلّو لنا .. بس الكرامه والوطن

دويع العجمي
@lawyeralajmi