آراؤهم

ثورة الجياع – الثوره الكويتية

“إن لم يكن هناك خبز، فليأكلوا البسكويت”.
من أشهر الجمل التي عرفها التاريخ وهي تعتبر مضربًا للأمثال للعالم أجمع، والقصد منها هو عدم معرفة الحاكم بحالة الشعب الحقيقية أو عدم معرفة رب البيت بأحوال بيته وأهله.  
عندما عرفت ملكة فرنسا «ماري انطوانيت» أن الشعب لم  يجد الخبز ليأكله أجابت بعبارتها الشهيرة: إن لم يكن بحوزة القرويين خبزًا.. فليأكلوا البسكويت!‏
فما معنى كلمة بسكويت؟ كلمة البسكويت فرنسية الأصل وتعني (المطبوخ مرتين) وكان البسكويت يطبخ في الفرن مرتين حتى يصبح قاسياً.
قالتها ماري أنطوانيت زوجة لويس السادس عشر ملك فرنسا حينما وصل لسمعها أن الطبقة العاملة متذمرة؛ لأنها لا تجد ما تسد به رمقها.
بعدها أن اندلعت الثورة الفرنسية، التي أدت إلى جريان أنهار من الدماء وسقوط آلاف مؤلفة من الضحايا وكان من ضمنهم ملك فرنسا وزوجته!!!
هذه مقدمتي، وإليكم رؤيتي؛؛
حكومة دولة الكويت هي من أفضل الحكومات بالعالم، وهذه حقيقة وليست مبالغة أو مجاملة، وتنعم الكويت بالديموقراطية، التي تعتبر فريدة من نوعها بالشرق الأوسط، ولكن يبدو أن من اتخذ قرار هذه الخطوه ألا وهو الديموقراطية، قد بدأ بالضجر منها ومن إجراءتها وخطواتها وقوانينها. وأقصد هنا بعض أفراد الأسرة الحاكمة بالكويت وهم آل الصباح؛ حيث بدأ أفراد الأسرة الحاكمة بالكويت بمقارنة وضعهم الاجتماعي والمادي، وحتي الشخصي بدول مجلس التعاون الخليجي وما تنعم به الأُسر الحاكمة هناك من هيبة واحترام وفرض رأي وحتي التنعم بخيرات البلد بدون رقيب.
 
ولم يعهد الشعب الكويتي منذ عقود قوة الطرح والتمادي بل ووصل الأمر للاستهزاء ببعض أفراد الأسرة الحاكمة تحت ظل ومسمى الديموقراطيىة، التي تعتبر حرية الرأي والطرح أحد أركان وأعمدة هذه الديموقراطيه؛ لذا قررت الحكومة الكويتية قطع الخبز الحكومي ووقف إنتاجه واستبداله بالبسكويت تيمناً وتقليداً لملكة فرنسا ماري إنطوانيت. 
قررت الحكومة الكويتية السابقة إغراق السوق الكويتي ببسكويت رديء الجودة والصناعة ورخيص جداً؛ حتى يتمكن جميع المواطنين من شرائه وتذوقه، بل وحتى تخزينه ويصبح سهلاً في متناول جميع الشرائح والأعمار تحت نفس مسمى الديموقراطية وحرية الرأي والتصرف. 
بحيث لا يتعارض هذا البسكويت مع قوانين الدولة ولا ينافس غيره من الإنتاج المحلي أو العالمي بل وفرت له الجو المناسب للمنافسة والانتشار والدعاية، بل ووصل الأمر بالتفكير بإدراجه مع التموين الشهري المدعوم من قبل الدولة. 
ولكن لم يكن طعم هذا البسكويت مألوفًا عند شرائح معينة بالكويت وخصوصاً البدو؛ حيث ظل البدو لعقود وهم يعيشون علي ظل المخابز الآلية الحكومية والخبز الحكومي، وتعودوا عليه وعلى طعمه وشكله ومكوناته وسرى في دمائهم. 
عندها قررت الحكومة الكويتية قطع هذا الخبز واستبداله ببسكويتها الرخيص المبتذل الرديء فلم يستصيغ البدو طعم البسكويت ولم يتقبلوا شكله ولا لونه ولا حتي رائحته. وللعلم هذا البسكويت لا فائدة فيه ترجى فهو لا يحمل أي فائدة صحية ولا يحمل فائدة اقتصادية ولا أي فائده تنفع الجسم والعقل. 
كان الغرض من توزيع هذا البسكويت الرخيص الرديء المبتذل هو إهانة بعض شرائح المجتمع والبدو بالذات حتي مسمى الديموقراطية والمقصود منها هي المعاملة بالمثل فأنتم أيها البدو تريدون أن تعاملوا أبناء الأسرة الحاكمة وبعض الأسر بالكويت بمعاملة توزيع الخبز الحكومي بالتساوي وتريدون وضع مقادير الخبز ومكوناته، بل وحتى إن لم يعجبكم طعمه هاجمت الحكومة بشراسة وتريدون استبدال مجلس إدارة المخبز ومحاكمة المتسببين بإنتاج الخبز الرديء. 
وهذا كله تحت مسمى الديموقراطية، فاليوم من حق الحكومة وتحت مسمى الديموقراطيىة استبدال الخبز بالبسكويت.
وحاولت الحكومه الإبقاء فقط علي المخابز الإيرانية؛ وذلك نظراً لأن طعم الخبز الإيراني لذيد وبه فوائد وينفع المجتمع ويصلح لمزاج بعض أبناء الأسرة الحاكمة وبعض الأسر الكويتية فضلاً علي أن العمالة الإيرانيه كثيرة بالكويت وهم لا يعرفون البسكويت أصلاً وتحتاج الحكومة الكويتية إلى إصدار قانون يمنع بيع الخبز الإيراني وإغلاق مخابزه؛ حيث لا تتبع المخابز الإيرانية الحكومة الكويتية ولا تدعمها فدعمهم هو خارجي وتلقائي. 
 
سمعت وقرأت بالصحف الكويتية أن هناك أصواتًا سئمت من البسكويت الحكومي وبدأت تتعالى الأصوات بعمل شركة مساهمة مقفلة لبيع الخبز وقد تتبناها قبائل فربما نسمع بعد حين بمخبز المطيري للخبز ومخبز العازمي ومخبز العجمي ومخبز الحربي ومخبز الشمري وتضع كل قبيله لها مخبز خاص؛ حيث يتم تم توزيع خبز المخبز علي أبناء القبيله فقط ولا يوزع علي غيرهم وعندها سيتمكن الجميع بأكل الخبز والتلذذ به. 
يجمع ماري أنطوانيت ومن يهمه أمر الكويت صفات كثيرة مشتركة فهي فرنسية ومن يهمه أمر الكويت فرنسي الهوى، وكذلك هما من الطبقة الأرستقراطية ويتميزان بنفس الحس الذوقي فضلاً عن أعجبهما بالثقافه الفرنسية والتمتع بالأجواء الفرنسية والريف الفرنسي والتكلم بنفس اللغة الفرنسية والتلذذ بالشيكولاته والبسكويت الفرنسي.  
لذا كانت النتيجة واحدة وهي:
“إن لم يكن هناك خبز، فليأكلوا البسكويت”.
ولكن نحن جميعاً نعرف ماذا فعلت هذه الكلمة بالشعب الفرنسي وما هي نتيجة ونهاية فرنسا وماري أنطوانيت. 

وها نحن ننتظر تذوق البسكويت الفرنسي. 
ودمتم
بوعبدالله مطر فالح المصيريع
تويتر aboabduallh