آراؤهم

رؤية مواطن!!

باعتقادي أنه سيأتى يوم وسيتساءل الجيل القادم عن الإنجازات التي حققتها الكويت في مجال تنمية وقدرة المواطن، وتأهيل عقله وفكره؛ ليسمو مع باقي عقول العالم، وسيتساءل جيلنا القادم عن مدى نجاح تنميتنا وتفوقها من النواحي البشرية والاقتصادية وقدرتها في تحدى تطورات العالم السريع والمخيف، وسيتساءل أيضا عن اتحاد أمننا وقوتنا في مجلس التعاون الخليجي في مواجهة القوى الخارجية وشر تدخلاتها المشينة، وسيتساءل أيضًا عن تطوراتنا السياسية والثقافية والعلمية التي قامت بها الكويت لتحقيق النهضة والريادة في المرتبات العليا في العالم، وسيتساءل هذا الجيل المسكين والمغلوب على أمره بطرق العيش الكريم في المستقبل، وكيف يمكنه أن يفتح بيتا يضمه هو وعائلته، ومدارس يفتخر بدخولها وبتعليمها الاكاديمى المميز وبمستشفيات ترقى للكمال الطبي والتكنلوجى وان ينام مرتاح البال ومطمئن وبدون خوف من قطاع الطرق وحرامية الليل  وكيف يضمن وظيفة محترمة لكسب لقمة عيشة الكريم.
ولكن كيف سيكون مرتاح البال ومطمئن الحال من دون أن يسمع ويرى دخول بلادة في دوامات سياسية تافهة من قبل السياسيين المندسين على أوطاننا  ، واضطرابات قومية منهجها التفرقة والفتن والدمار كالتي يراها ويسمعها كل يوم وتجعل منا نحن العرب أضحوكة للعالم ، وكيف سيؤسس حياة كريمة وهو مهدد بعصابات تجرح البلد وترمى سهامها لتفريق وحدة الوطن وهدم القيم والمبادئ والأخلاقيات التي طالما حاول وسعى للحفاظ عليها، وكيف!!
فالمواطن يرى ويسمع بان الكويت مرت بكثير من الأحزان والآلام والنكسات والأخطار الخارجية التي قطمت ظهرها المسكين ، ولكن بكل تلك البراكين الهائجة والزلازل المدمرة فقد استطاعت كويتنا أن تقف وان تقوى عزيمتها الجبارة وان ترفع من شانها في كل النواحي السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنية لتصبح قادرة على مواجهة الصعاب من الأمور، ومنافسة الحيتان من الدول العظمى والكبرى والمستعلية في هذا العالم، وذلك بمساعدتها الخيرية للدول الفقيرة ووقوفها مع الحق العربي والغربي كذلك في مواجهة الظلم والاستبداد من الحكومات الجائرة، وكذلك مساندة أصدقائها في قضاياهم العادلة.
ولكن سنرجع إلى بداية الحديث، والسؤال الذي سيطرح نفسه ماذا عن أحلام وامانى جيلنا القادم، وماذا سيحصل لهم حين يبدوان مسيرة حياتهم الدنيوية، وهل كفلت لهم الدولة العيش بحرية وسلام؟
وهنا يجب أن نتكلم بواقع يفرض علينا صدق الرؤية ووضحوها وشفافيتها وأسال نفسك أيها المواطن ألان هل ستضمن حكوماتنا لأبنائنا بعد عشرون سنة حياة كريمة يتخللها الأمان والطمانية والحياة الزهيدة ، وكرامة يعيشون بها، وحرية مصونة يفتخرون ويتنادون بها؟
فعلينا منذ الآن محاربة أوجة الفساد والقضاء على الفئة التي تحاول النيل من حرياتنا ونزع كراماتنا، وألا نقف مكتوفي الأيدى؛ فبالاتحاد والتلاحم والتكافؤ والتآزر فيما بيننا، نحقق جميع مطالبنا، وذلك حتى لا يكبر جيلنا القادم ويثور على حكوماتنا.   
عادل عبداللة القناعى 
Email: adel_alqanaie@hotmail.com