أقلامهم

مقال ساخن
الفريق أول متقاعد الرجيب.. بعد مقالي الغزو من الداخل .. يطالب بالوحدة الوطنية!

في مقال فاجأ بعض المتابعين، حدد فيه الفريق أول متقاعد أحمد الرجيب، الوكيل السابق لوزارة الداخلية الأولويات التي يجب أن تكون هدفاً لأعضاء مجلس الأمة الجديد، ووضع على رأس هذه الأولويات (إقرار قانون الوحدة الوطنية) التي وصفها، أي الوحدة الوطنية، بأنها (تشلخت كثيراً)، وقد كان مبعث الاستغراب أن الرجيب أحد الذين أثاروا الجدل في مقالين سابقين حول (الغزو من الداخل) والذي أتهم فيه المعارضة بأنها (تسعى إلى الحكم) وأن (فئة من المكونات الأساسية للمجتمع الكويتي) – قاصداً القبائل من دون تسميتهم – لهم ثأر مع الكويت وأهلها، وأتهم كذلك بعض من دخلوا مجلس الأمة في 16-11-2011 بأنهم (ليسوا كويتيين)! لذلك ترى سبر أن مقالاً يكتبه الفريق أول الرجيب مطالباً فيه بقانون للوحدة الوطنية مقالاً ساخناً يستحق النشر بقدر ما يستجلب الاستغراب.. وستنشر سبر مقالي الرجيب (الغزو من الداخل) و (الغزو من الداخل 2) في أسفل الصفحة:

الخطوة تدل على المسير

الفريق أول أحمد الرجيب    
 
نتمنى ان تكون من اولويات مجلس الامة الجديد معالجة ووضع الحلول للكثير الكثير من مشاكل البلاد التي يعاني منها الوطن والمواطنون.. ونتمنى من السادة الاعضاء الذين جعجعوا ولعلعوا ايام الانتخابات وأمام الميكروفونات وعلى الفضائيات طارحين برامجهم وشارحين اولوياتهم ومستعرضين عنترياتهم التي شنفوا بها آذان الناخبين الذين استبشروا بها خيرا، ان يقدموا للمواطنين شرحا مفصلا واقعيا حول كيفية تنفيذ وعودهم للناخبين الذين بنوا آمالا عريضة على الاعضاء الذين انتخبوهم، آملين الا تكون تلك الآمال حبرا على ورق او صرخة كانت امام الجموع ذهبت ادراج الرياح..
المواطنون الذين تقاطروا على صناديق الانتخابات ذرافات ووحدانا يوم الاقتراع، يحدوهم الأمل الآن، بان يتنادى السادة اعضاء مجلس الامة الى كلمة سواء والى توحيد الجهود للعمل الجاد المثمر من اجل الوطن والمواطنين، ولعل اولى علامات جدية وجدوى هذا المجلس هي إقرار حزمة من القوانين والتشريعات التي من شأنها معالجة الكثير مما يشكو منه الوطن والمواطنون، ولعل اهم ما يجب ان ينظر فيه المجلس التشريعات التالية وهي على سبيل المثال لا الحصر:
 إقرار قانون حماية الوحدة الوطنية.. التي (تشلخت في الآونة الاخيرة).
 إقرار قانون مكافحة الفساد.. (الذي استشرى حتى كادت رائحته تسد الأنوف).
 إقرار قانون من اين لك هذا.. (حتى يبرر لنا الكثيرون كيف اصبحوا اصحاب ثروات فجأة ودون أي مقدمات) وعلى السادة الاعضاء المحترمين البدء بأنفسهم وتقديم كشف بذممهم المالية.
 إقرار قانون يلزم الحكومة بإيجاد بدائل للطاقة. (حتى لا نستورد النفط في المستقبل ونكون عالة على غيرنا).
 إقرار قانون بشأن الاستفادة من جزء من أموال صندوق الأجيال القادمة بإنشاء مصانع ومؤسسات انتاجية لتوظيف الشباب. (حتى لا تتآكل تلك الاموال جراء الهزات الاقتصادية العالمية، وشبابنا اولى بأموال بلادهم).
 إقرار قانون لمعالجة مشكلة الخلل الجسيم في التركيبة السكانية. (لأننا نكاد نكون جالية وأقلية في بلادنا)
 إقرار قانون يحدد شروط الترقي للمناصب العليا من خلال المفاضلة بين الأكفاء. (يجب ان يخرج التعيين في المناصب العليا من تحت عباءة المحسوبية والواسطة وعدم الاستجابة لأصحاب النفوذ من اي كان).
وغير ذلك كثير، فهل ننتظر ان يعطينا المجلس الموقر علامات واشارات ايجابية عن مسيرته وسيرته القادمة..
ام ان بعض السادة الاعضاء المحترمين اكتفى بالحصول على موافقة خارج المجلس على تعديل المادة الثانية من الدستور، والتى لها حتما من يؤيدها، وهناك قطعا من يرفضها او له ملاحظات عليها.. ولا يخفى على من تحمس لها او من عارضها انه في حال إقرارها، فسيكون لها الأثر العميق في تغيير الحياة جذريا في الكويت. سياسيا، واجتماعيا، واقتصاديا.
ونصيحة مخلصة لكل المتحمسين بالموافقة او برفض تعديل هذه المادة سواء من داخل المجلس او من خارجه، ان تريثوا واطرحوا وجهات نظركم وحججكم، وجميع ما يدور في اذهانكم حول تلك المادة، للنقاش العام الموسع والمعمق، والذي يجب ان يشترك فيه الفقهاء والقانونيون والمختصون والمفكرون والعلماء والعامة والمهتمون من كل شرائح وطوائف المجتمع، للوصول الى ما يحقق المصلحة العليا للوطن، حاضرا ومستقبلا.
ولا يظن أحد أن إقرار المادة الثانية أو عدم الموافقة عليها سيعد انتصارا او هزيمة لهذا الطرف أو ذاك.. إن الكويت ومصلحتها ومصلحة اهلها فوق كل الاطراف مهما ظنوا او اعتبروا في انفسهم.. وليتذكر الجميع ان الدستور هو العقد القانوني والاجتماعي الفريد الذي نشأت عليه الكويت الحديثة، والمساس بإحدى مواده دون روية او دراسة، سيجعل هذا العقد الفريد ينفرط، وستنفرط بعده الحياة السياسية في الكويت، لأن هناك من يتربص بعدد من مواد الدستور الأخرى لأغراض وغايات لا تخفى على اهل الكويت.


الغزو من الداخل
13-11-2011
أحمد الرجيب
بعد التحرير صرح طارق عزيز وزير خارجية المقبور صدام، بأن الكويت لا تحتاج الى غزو من الخارج، وكان يقصد ان في داخل الكويت عوامل وأشخاصا هم من سيحدث الغزو القادم للكويت، فهل ما يحدث ويجري هذه الأيام في الكويت ما هو الا مقدمة لما تنبأ به طارق عزيز (الله لا يبارك فيه ولا في نبوءته)؟
ان المراقب يجد ان شيئا يحدث في الكويت، ويتنامى يوما بعد يوم، والدليل على ذلك الجرأة غير المسبوقة في التطاول والمساس بالذات الأميرية غير عابئين بالعواقب التي قد تترتب على تلك الإساءة وممن؟ من شباب متحمس مغرر بهم ومدفوعين من بعض النواب الذين تعدوا كل الخطوط، ومن بعض من ينتمون لحزب له ارتباطاته التاريخية الخارجية وان حاول ان يغير اسمه في الداخل، وهذا الحزب لا يخفي شهوته للحكم، يشجعه على ذلك وصول الفروع المماثلة في بعض الدول العربية للحكم.
وهناك من لهم ثارات قديمة مع الكويت بدأوا يشحنون شبابهم ليل نهار وبكل الوسائل للوصول الى غاياتهم، حتى كاد أولئك الشباب يحسبون أنفسهم انهم مميزون عن بقية أفراد المجتمع، وانهم هم المعارضة الحقيقية، وهؤلاء يرون ان ما يحدث في بعض الدول العربية، فرصة يجب ان تغتنم ليحققوا مآربهم في الكويت، ولذلك نجد ان الضغط على الحكومة يجري بكل الصور. ولكن المراقب يعرف جيدا انهم يقصدون الضغط على الحكم.. وستثبت الأيام ذلك، اذ سيستمر الضغط ولن يقف حتى لو استقالت الحكومة او أقيلت او رحلت، حيث سيكون رحيلها خطوة أولى في مخطط طويل للوصول للحكم (لا سمح الله).
ان هذا المخطط ظاهره مكافحة الفساد في البلاد والذي لا يختلف اثنان في الكويت على ضرورة التصدي له بكل قوة، وبكل الوسائل، ولكن من خلال القانون، لا ان تؤخذ تلك الحجة للإضرار بأمن واستقرار البلاد. ان اي مساس بالأمن وأي محاولة لزعزعة الاستقرار في البلاد ما هو الا مقدمة لتقويض النظام.. وهذا هو جوهر كل الأجندات الداخلية أو الداخلية المدعومة من الخارج. ان هناك من يريد ان يقلب الكويت عاليها سافلها تحقيقا لمآربه الخاصة او مآرب معازيبه او تحقيقا لأهداف حزبه، ولن نسهب في ذلك فأهداف الذي يجري في الكويت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ومن لا يري ذلك فهو كالنعامة التي تخفي رأسها في التراب.
نعلم ان من يحاول جر الكويت الى الفوضى مازالوا أقلية رغم الضجيج العالي، ويعلم الجميع ان هناك أغلبية كويتية مستقلة الرأي حزبها وقبيلتها الكويت ولا غير الكويت، ونعلم أيضا ان هناك من يصنف نفسه من المعارضة، وفي رأيه ان من ينتمي الى المعارضة فهو الوطني ومن يعارضه الرأي ليس وطنيا، وهنا ولا يظن او يتوهم أحد ولو للحظة واحدة ان الوطن له وحده وان الوطنية حكر عليه، ان الوطنية هي الانتماء الحقيقي للوطن قلبا وقالبا، قولا وعملا. وليست الوطنية بالصوت العالي وبالسب والشتم والاحتجاج على كل شيء وتخوين الآخر.. وترى «كلنا عيال قرية كلن يعرف اخيه».
وليعلم كل عاشق للربيع العربي (الأميركي) ويحلم بأن يتنفس هواه بالكويت.. ليعلم أولا ان الكويت عصيه عليهم بإذن الله تعالى.. وثانيا لا يخفى عليكم ان هناك من يتربص بالكويت غيركم، ويريد ما تريدون، ولكنهم يريدونها جاهزة للقطف ليجعلوها (اي الكويت) تابعة لهم مذهبا وعقيدة، وللعلم انهم أكثر تنظيما وأكثر إعدادا واستعدادا منكم، فهل بعصبيتكم وجهلكم وطمعكم ستسلمون الوطن لهم لقمة سائغة؟
اللهم اني قد بلغت، اللهم فاشهد.

الغزو من الداخل 2
20-11-2011
أحمد الرجيب
لقد كتبت في الاسبوع الماضي في 13/11/2011 مقالا بعنوان «الغزو من الداخل»، اشرت فيه الى قول طارق عزيز وزير خارجية المقبور صدام ان الكويت لا تحتاج غزوا في المستقبل من الخارج، وكان يشير الى ان في الكويت عوامل وأشخاصا هم من سيتكفلون بإحداث ذلك الغزو!!
وذكرت في ذلك المقال ان هناك مؤشرات على بداية تحقيق تلك «النبوءة المشؤومة» على ارض الواقع في الكويت، يعزز ذلك ومنذ ما يزيد عن العام، سعي مجموعتين تلاقت اهدافهما مع طموح وطمع بعضهما للقفز على الحكم في البلاد، المجموعة الاولى هي حزب له ارتباطات خارجية ولا يخفي طموحه في الوصول للحكم، والمجموعة الثانية هي من المكونات الأساسية في المجتمع الكويتي، ولكن للأسف هناك من ايقظ فيها ثارات قديمة ضد الكويت وضد إخوانهم الكويتيين ولقد مهدوا لتنفيذ اهدافهم بتكوين جماعات بمسميات مختلفة للتمويه، وبدأوا بشن حرب إعلامية من خلال اجهزة اعلام محلية وخارجية، ومن خلال أجهزة التواصل الاجتماعي، قوامها الاتهامات والتهديدات والتجمعات الاحتجاجية بمناسبة وبدون مناسبة، ورفع الشعار تلو الشعار.. والهدف المعلن هو رأس ناصر المحمد، ولكن بدا للقاصي والداني ان الهدف الاكبر ابعد من ذلك بكثير! ومن مجريات الاحداث التي وقعت في يوم الأربعاء 16/11/2011 ان من تلاقت اهدافهم ومن يقودهم ويحرضهم من الطامعين في القفز على الحكم، والذين تدعمهم الاجهزة إلاعلامية المحلية، المؤيدة لأهدافهم، والتي تنفث سمومها ليل نهار مصورة الكويت على انها بلد تقمع فيها الحريات وتفتح فيها السجون لاصحاب الرأي، حتى اننا رأينا محطات فضائية مثل (الجزيرة، والعالم الايرانية وبعض المحطات العراقية) تؤيدهم وتشجعهم وتشد من أزرهم. بدا واضحا انهم من اشعل شرارة تلك الاحداث، في محاولة الى اختطاف الوطن الى المجهول، غير عابئين بما سيجر ذلك المجهول، من مصائب وويلات على الكويت وأهلها، وأرى انه لم يعد يهمهم الا تحقيق ما في أذهانهم من اهداف وغايات ليس من بينها ولا فيها مصلحة البلاد والعباد، وان حاولوا ان يوهمونا بذلك.
ان ما حدث مساء الأربعاء 16/ 11/ 2011 جرى كما اعلن دفاعا عن (الشرعية الدستورية) ولكن مجرى الاحداث أسفر عن تهديد الشرعية تهديدا واضحا لا لبس فيه، وأسفرت عن سقوط ورقة التوت عن حماة الدستور، الذين داسوا في تلك الليلة ببطن الدستور، والأهم من كل ذلك ان مجرى تلك الاحداث كشف عن النوايا الحقيقة لمن رفع هذا الشعار ودعى الى ذلك التجمع.. اذ لا يصدق عقل العاقل ان يتم اقتحام واحتلال مجلس الامة تحت التكبير والتهليل بقيادة بعض النواب دفاعا عن الشرعية الدستورية؟! اؤلئك النواب من الذين يفترض بهم انهم يحملون مسؤولية التشريع، فماذا فعلوا؟ انهم شرعوا وفتحوا باب الغوغائية والفوضي وتشجيع كسر القانون على مصراعيه. ان من يرى فرحة وتصرفات من اقتحم واحتل مجلس الامة وسمع التهليل والتكبير يظن ان هذا الاحتلال انتصارا في معركة، ولكنه في الحقيقة، وللاسف الشديد، بدا ان هذا الاحتلال هزيمة ساحقة للقيم الكويتية الاصيلة، يعكس ذلك الكم الهائل من التشفي والشماتة الذي ظهر على وجوه البعض، ويتضح ذلك من الصور التي نشرت لهم في اليوم التالي، وكيف لا وهم الذين أتيحت لهم فرصة لم يكونوا يحلمون بها؟ ليعيثوا خرابا في رمز كويتي غال الا وهو مجلس الأمة، واعتقد أن حتى من خطط وقاد هذا الاقتحام لم يتوقع هذا الكم الهائل من الحقد والغل على الكويت من بعض من احتل المجلس، وهناك مؤشرات كثيرة ان بعض هؤلاء غير كويتيين، وأرى انه سيندم كثيرا من يستعين بالغريب على اهله.
ان من يستقرأ الامور يرى وبكل جلاء ووضوح ان القادم اخطر، اذ ان احتلال مجلس الامة ما هو الا بداية وسابقة ستتكرر في مؤسسات اخرى في تجمعات قادمة، ان شهية من يريد القفز على الحكم بدت واضحة ليلة الخميس الماضي في الخطب والتصريحات التي ذهبت الى اخر مدى، الى حد تهديد شرعية الحكم في البلاد، وجاءت خطوة احتلال مجلس الامة بعد تلك التصريحات انذارا عمليا لمن يهمه الامر، مفاده بأننا قادرون على ان نحتل اكثر الاماكن اهمية واكثرها حساسية.. كما بدا واضحا انهم يستندون على جموع لديها الرغبة في كسر هيبة السلطة في الكويت، ومستعدة لتنفيذ مخططات من يدفعها، او من يدفع لها، يحركها حقد لا يخفى، على كل ما هو كويتي له جذور في هذه الارض.
ان من نافلة القول ان الامر يحتاج الى الحزم والجدية المتناهية في تطبيق القانون، على كل من خطط وحرض ونفذ واشترك في تلك الاحداث المؤسفة، وبالأخص على من حركها من وراء الستار كائنا من كان، اذ من السذاجة بل من الغباء اعتبار ان ما حدث كان وليد ساعته!!
والاهم من كل ذلك على الأجهزة المعنية بالدولة، دراسة وتحليل ما يجري على الساحة منذ ما يزيد على العامين، والذي اهمل طويلا او تم غض البصر عنه لسبب من الاسباب، برغم وجود مؤشرات ومنذ مدة عن ان هناك شيئا خطيرا يحضر له، حتى اصبح التلميح تصريحا، واصبح التهديد بالقول فعلا بات يهدد الأمن والنظام العام في البلاد، وأرى ان ذلك البحث والدراسة والتحليل لكل ما يجري على الساحة، بات ضروريا للوقوف على المخطط الذي بدأ تنفيذه، واهدافه وغاياته، ومن يقف وراءه في الداخل ومن يدعمه من الخارج، اذ لم يعد خافيا على احد ان الأمن الوطني مستهدف ويواجه خطرا حقيقيا من الداخل، وللاسف على ايدي بعض الكويتيين المنفذين لأجندات خاصة من الذين تحركهم أطماعهم، ومن اولئك الذين تحركهم ثاراتهم وأحقادهم القديمة.
وبعد، اما زال هناك من لم يعد يرى او يصدق ان الغزو سيكون من الداخل؟؟!!