أقلامهم

عبداللطيف الدعيج : ازعجني وصف المليفي للشيعة بــ «الخرفان»

الحبيب والمليفي.. وجها العملة المزيفة

كتب عبداللطيف الدعيج 
لم يعن. لي شيئا ما قيل عن تعرض السيد محمد المليفي للمهدي المنتظر. تماما مثل ما لم يعن. لي شيئا ايضا ما قيل عن تعرض السيد ياسر الحبيب لعائشة بنت ابي بكر. وكما كتبت سابقا ليس من المفروض ان تنشغل دولة وحكومة الكويت بالدفاع عن شخصيات من التاريخ، وهي الدولة او الحكومة التي هي، مع الاسف، لا تزال عاجزة عن العناية بأمر مواطنيها، وتوفير الامان والاستقرار لهم. وهذا ما يضعنا مرة اخرى مع عواقب قانون المطبوعات والمادة 19 بالذات.
لكن ازعجني وصف السيد المليفي للشيعة بــ «الخرفان»، فهذه شتيمة ولو انها لا تزال لغوا لن يقدم او يؤخر. لم يزعجني وصفه لهم بــ «الكفرة»، فانا وكثيرون من الطيبين بنظر المليفي وامثاله كفار. فهذه ايضا لن تضر ولن تنفع. وليس من المفروض ان يتورم الشيعة ويحردوا لرأي بهذه السخافة والتفاهة. لكن استثارني اطلاق وصف خونة وغير وطنيين وعملاء ايران على عموم الشيعة في الكويت. فهذه وان كانت تفاهات وسخافات ايضا، الا انها تحريض مقصود يترتب عليه إضرار بمصالح الشيعة ومعاشهم. ويدعو السلطة بالذات الى الحذر منهم واساءة معاملتهم، «وكأن الذي فيهم ليس كافيهم»!! فالشيعة مع الاسف يتعرضون هنا بــ «الفعل» الى تمييز واضطهاد. الغريب، والعجيب ايضا ان الشيعة لم يغضبوا لهذا قدر غضبهم وانفعالهم لتعرض المليفي للامام المنتظر!!
ياسر الحبيب فرد، ومحمد المليفي فرد ايضا. لكن عندما اطلق الحبيب رأيه، اعتبره السنة لسان حال الشيعة كلهم، واصبح جميع الشيعة، او الكويتيون منهم على الاقل مذنبين وشتامين لزوجات النبي، وانطلقت مع الاسف تبعا لهذا دعوات الاتهام الظالمة بالكفر والخيانة التي انصبت على الشيعة جميعا. والحال كذلك ايضا مع المليفي، فوجهة نظره، ان كانت تستحق ان تسمى بذلك، اعتبرت موقفا عاما مسؤولا عنه كل السنة، ورد الشيعة بتظاهرة عامة في ساحة الارادة يوم امس الاول. لم يكتفوا بذلك، بل هم يطالبون الحكومة باجراءات فورية وعقوبات محددة انسجاما مع الفوضى التي شهدتها الكويت اخيرا والتي تحول فيها كل غوغاء ساحة الارادة، والاندلس والعقيلة – مع الاعتذار لمن لا يستسيغ الوصف – الى قضاة ومحامين.
ياسر الحبيب فرد، ومحمد المليفي فرد. كل منهما يتحمل مسؤولية رأيه او شتيمته.. ان كان شتما. وليس من المفروض ان تشتعل الكويت كلها ويزج بالحكومة رغما عنها في اتون المعركة المفتعلة. هناك قانون ومحاكم وعلى العقلاء ان يلجأوا لحكم القانون، وان كان هذا غير كاف او شاف، فلديهم مشرعوهم وممثلوهم لتعديله وتكييفه مع ما يستجد. وعلى الذين يهونون الامر للتسليط على ما يجري في سوريا، كما على الذين يؤججون للتغطية عليه.. عليهم جميعا ان يراعوا مصلحة الكويت وأمنها.