أقلامهم

هيلة المكيمي : ما يطالب به الشيعة من احترام عقائدهم مطلب طبيعي ومشروع … بل قضية يجب ان يحرص عليها اهل السنة كونهم الاغلبية


فقط في الكويت: تسب .. «تصير نجم»!

د. هيلة حمد المكيمي
تجمع الاخوان الشيعة في ساحة الارادة أخيرا تعبيرا عن رفضهم ما كتبه الكاتب محمد المليفي من تهكم على الامام المهدي المنتظر الذي يعتبر أحد أهم الثوابت في عقيدة الشيعة، قضية تستحق الاهتمام على أصعدة عدة درءاً للفتنة والانقسام المجتمعي وضرب الوحدة الوطنية.
فقد لفت نظري أحد المتحدثين الذي تحدث عن ذكر المهدي في أحد كتب أهل السنة وهو كتاب الالباني، حيث اراد المتحدث ان يؤكد أن فكرة المهدي موجودة في كلا المذهبين وهو ما يتوجب احترامها بدلا من التهكم والسخرية التي ابداها الكاتب، وبالفعل فلو اراد ايا كان من ابناء احد المذاهب الدخول في نقاش فكري فلابد ان يكون منطلقه المراجع الاسلامية.
فمن خلال متابعتي كثيراً من المؤتمرات التي تتحدث عن حوار الاديان انتهيت بأن لا يوجد ما يسمى بحوار الاديان لاسيما ما بين الديانات الثلاث لكن هناك حواراً ما بين الدين الواحد، فمن غير الممكن ان يعترف اليهود والنصارى بالدين الاسلامي، ما يعني نهاية تلك الاديان السابقة للدين الاسلامي. وعادة ما تبدأ هذه المؤتمرات بالاقرار بأن هناك الكثير من القضايا المشتركة ما بين الاديان، ولكن يقف اليهود و النصارى حينما يأتي الحديث عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ويرفضون الاقرار بنبوته ما يعني رفضهم ضمنا او علنا الدين الاسلامي، ولهذا فاختلاف الاديان قضية ستظل باقية.
ومن باب أرجح ان يفتح الحوار الهادي داخل الديانة الواحدة لوجود قواسم مشتركة ومن اجل التعايش السلمي وبناء وطن للجميع، وهذا الحوار يبنى على اساس الاحترام والتقدير وعدم محاولة اي طرف التقليل والتهكم على الاخر، وهذا ما يدفعنا الى ان نرفض ما ابداه الكاتب من تهكم يثير الفتن والقلاقل في منطقة سرعان ما تشتعل على الفتيل الطائفي.
ونشيد بجميع النواب من الشخصيات المستقلة من أمثال علي الراشد ونبيل الفضل ومحمد الجويهل على رفضهم مثل هذه البذاءات لكن لابد ان نؤكد ان أي دفاع يجب ألا يأخذ المنحى الطائفي.
والغريب ان التيار الوطني والتيار الشعبي صامتان حيث يخشيان فقدان اصوات الاسلاميين والسلف في معركة الرئاسة، وهنا تتجلى حقيقة المعادن الوطنية، ونقيس مقدار الانتهازية السياسية التي يعيشها السياسيون.
ما يطالب به الشيعة من احترام عقائدهم مطلب طبيعي ومشروع، بل قضية يجب ان يحرص عليها اهل السنة كونهم الاغلبية العددية حفاظا على النسيج الاجتماعي. يبقى ان الحكومة التي ترفض معظم التيارات السياسية دخولها هي من يجب ان تشعرنا بأننا نعيش في دولة القانون والعدالة الاجتماعية. ففقدان الحكومة هذا الدور منذ زمن، جعل الاهواء الطائفية هي التي تعبث بنا والتي انتجت لنا ثقافة حصدنا جزءا من نتاجها في هذه الانتخابات وهي ان السباب والشتائم تصنع منك زعيماً وطنياً.. لكن يجب ان نعي انه بمقدور شخص ان يشعل ثقاب فتنة طائفية.. ولكن تعجز الالاف عن أطفائها.. فهل من مجيب؟!.