آراؤهم

لقد أتعبت من بعدك يا محافظ البنك المركزي

قرأت خبر استقالة محافظ البنك المركزي، التي كانت مستحقة منذ زمنٍ بعيد، إلا أن الغريب في الأمر أن سعادة المحافظ برر الاستقالة بتحديات الأوضاع الاقتصادية في النمو المتواصل للمصروفات العامة.
يا سعادة المحافظ، قدمت استقالتك بعد سنواتٍ عجاف في البنك المركزي، ولعلها تغلق الباب عن فصول سابقة في عهدك الميمون تحول فيها البنك المركزي إلى إدارة سياسية في مجلس الوزراء بدلاً من قيامة بالمهام التي أنشئ من أجلها.
فبدلاً من أن يقوم البنك بمراقبة السياسات الائتمانية؛ للمساعدة في النمو الاقتصادي والاجتماعي أغمض البنك المركزي الطرف عن التوسع في الإقراض حتى أصبحت قضية القروض قضية أًمة بأسرها لاتزال تداعياتها قائمة حتى الساعة.
إن من أهم الأعمال التي يقوم بها البنك المركزي الحفاظ على مرونة واستقرار النظام المالي النقدي والرقابة على البنوك، إلا أنه في فترة توليك إدارة البنك المركزي أصبحت البنوك دولة داخل دولة وقضية بنك الخليج الأخيرة كشفت هشاشة وضعف الرقابة من البنك المركزي على النظام البنكي في الدولة. 
سعادة المحافظ، شكراً للعوائد النفطية غير المسبوقة، التي سترت عدم قدرة البنك المركزي على الرقابة على البنوك، والتي أتت بالتزامن مع انكشافات البنوك المحلية على الأزمة المالية والتي بعد الله لها الفضل بالمحافظة على مرونة واستقرار النظام المالي النقدي وليس البنك المركزي.
سعادة المحافظ، إن قضية الإيداعات النقدية في البنوك المحلية لبعض الأعضاء في مجلس الأمة تعتبر من أهم القضايا التي توضح مدي قدرة البنك المركزي على الرقابة والتي مع الأسف أتت سلبية وهامشية ومن الممكن أن يكون هناك تورط من قبل البنك المركزي في غض الطرف عن الموضوع.
وبعد هذه الإخفاقات في عهدك الميمون تبرر الاستقالة بأمور ليست تحت يدك وأنت الذي أخفقت فيما بين يديك. إن الإستقالة التي تقدمت بها لا تحتاج إلى تبرير؛ لأن الشارع يعي مآلات الاستقالة، فقليل من الصدق يغني عن كثير من المجاملة.
نتمنى أن الاستقالة التي تقدمت بها تنهي فصول المشكلات المالية المحلية التي تورط بها البنك المركزي ويعتبر بها من يأتي من بعدك.
      د.عواد هذال النصافي
   Twitter: @awwadism