أقلامهم

محمد الجدعي: ممارسات إيران باتت شراً مستطيراً على المنطقة وعلى دول الخليج أن تتحد لقطع رأس الأفعى

إيران وحلفاؤها.. قصة لن تنتهي!
محمد الجدعي 



«إذا خفتَ لا تَقُلْ.. وإذا قلتَ لا تخَف»..
(مثل عربي)
* * *
ما من أحد يشك في أن خسارة إيران للنظام البعثي السوري إذا ما سقط ستكون كارثية ووبالاً كبيراً عليها، بل وربما سيكون هذا السقوط سبباً رئيسياً لتعجيل سقوط النظام في إيران، الذي بات يحاول جاهداً تشتيت انتباه العالم لما يدور في مختبراته وتطويره لـ «سلاحه» وتجاربه النووية «الشريرة».! فسوريا بطبيعة الحال تشكل اختراقاً طبيعياً في العمق العربي للنظام الإيراني وتبقيه على اطلاع تام بالشأن العربي الداخلي، وعن طريق النظام البعثي في سوريا أيضاً، كانت لإيران اليد الطولى واللعب بل والعبث بحرية في المسرحين اللبناني والفلسطيني!
إن جل الأموال والتسليح الإيراني الموجه كان يذهب وبشكل ممنهج إلى منظمة «حزب الله»، جناح عسكري لإيران في الداخل اللبناني، ليتطور لاحقاً «وبسبب مخطط شيطاني خطير» إلى لاعب أساسي في الحياة السياسية اللبنانية، حتى أصبح هو من يتحكم في مجريات الأحداث في لبنان، وبشكل دراماتيكي موسع! ولم يكن ليحدث هذا «الاستحواذ» السياسي الكامل في لبنان لولا الدعم المتكامل واللا محدود من قبل جهابذة النظام البعثي السوري وزبانيته، فكانوا كالعبد المطيع الذي لا يعصي أمراً لولاته من ملالي وحكام جمهورية إيران الإسلامية!
إن هذا الوصف عن تحالفات النظام السوري «وحزب الله» مع إيران، يتفق (ولو بشكل مختلف) مع الحكومة العراقية الحالية، التي باتت، أيضاً، أداة تتحرك بين يدي نظام ملالي إيران، يقومون بخدمتها وتنفيذ أجندتها في الداخل العراقي وبكل أريحية، مع حماية شاملة لجميع مصالحها في المنطقة! حتى المساعدات التي تصل إلى سوريا وحزب الله وفلسطينيي غزة عن طريق البر تمر أولاً عبر الأراضي العراقية، ومن ثم إلى الأراضي السورية حتى تصل إلى مبتغاها، وما الدعم اللوجستي اللا محدود الذي قدمته إيران «وما زالت» إلى الجيش السوري في حربه الضروس ضد شعبه، إلا خير شاهد ودليل على ذلك، فزودته بالأسلحة والقناصة والشبيحة «باسيج إيران»، بل وأدوات التعذيب المنافية لأبسط مبادئ الإسلام والإنسانية، وهم من كانوا يدعون ويتشدقون بل ويتفاخرون بإسلاميتهم وحملهم راية الدفاع عن الإسلام، عندما تخاذل المتخاذلون!
ما من شك عندي، في أن ممارسات إيران باتت شراً مستطيراً على المنطقة بسبب تدخلاتها السافرة، وبأجنداتها التي باتت مكشوفة، وخلاياها المزروعة النائمة في الخليج (والتي بدأت تصحو من نومها)! ونحن إذ نطالب حكومات دول الخليج بأن تقف بحزم وقوة إزاء هذا التهديد والوعيد من آن إلى آخر بمصالح المنطقة، خصوصاً بعد طرد السفراء من الخليج، والذي يجب أن يقابله استنفار أمني داخلي وعلى جميع المستويات، من الآن حتى يسقط حجر الدومينو، ويقطع رأس الأفعى.. معقل الشر.. ومصدر كل أمر!
ختاماً يقول أحد أدباء الإغريق.. سوفوكليس: «الحماقة… أخت الشر».