أقلامهم

مبارك الهاجري : أين الاتحاد السوفياتي ؟ أين يوغسلافيا ؟ أمثلة كثيرة على أن دوام الحال من المحال… فهل يتعظ العم سام؟!

كيسنجر… game is over

 مبارك محمد الهاجري
يبدو أن آثار الخرف قد بانت، وأعلنت تمركزها رسميا في وزير خارجية أميركا الأسبق هنري كيسنجر الذي بلغ من العمر عتيا، ففي حديث لصحيفة «ديلي سكيب» الأميركية مليء بالإثارة والثرثرة مع رجل اشتهر في ستينات وسبعينات القرن الماضي بخباثته ومكره الشديد، ومن ضمن ما أفرغه من جعبته المهترئة أن طبول الحرب تدق الآن وأن على القوات العسكرية أن تتأهب لاحتلال سبع دول في منطقة الشرق الأوسط للسيطرة على ثرواتها ومواردها الطبيعية، وليت كيسنجر وقف عند هذا الحد وإنما أثبت طبيا أنه فاقد للأهلية من خلال مطالبته بإعطاء إسرائيل نصف دول المنطقة هدية خالصة من الماما أميركا إلى ربيبتها التي تسببت في كوارث وحروب على مدى 63 عاما من عمر هذا الكيان العفن!
كنت أعتقد أن معتوهي أميركا، يقتصر وجودهم على استديوات هوليوود، ولم أكن أعلم أن تاريخ البيت الأبيض حافل بوجود مجانين، وعلى رأسهم هذا الصهيوني المتعجرف الذي قتله حبه وعشقه لإسرائيل، أن يصرح بمطالب مجنونة وغير قابلة للتطبيق، ومن المستحيل أن يتطرق إليها سياسي محنك في أي منتدى أو مقابلة، إذ تعتبر كارثة سياسية محيقة، لا يمكن ترقيعها، أو ترميمها! 
أحلام هذا المخرف، كثيرة، وطموحاته أكبر من أن توصف في سبيل إرضاء الصهيونية العالمية، ولو كان الثمن تدمير بلدان بأسرها وانتهاك سيادة دول أخرى، كما فعل وبتحريض مباشر منه قلب حكم الرئيس التشيلي المنتخب الأسبق سلفادور الليندي في عام73 والذي ذهب ضحية انقلاب عسكري وهو الذي أتى عبر صناديق الاقتراع ولم يأت على ظهر دبابة!
هذه هي العقلية التي تدير السياسة الأميركية، إما أن تكون عميلا وأجيرا وعند انتهاء صلاحيتك تتم تصفيتك، وإن كنت حرا وذا مبادئ فلن تسكت واشنطن وستنشئ عشرات ما يسمى بخلايا الأزمات لتحليل أفكارك وتوجهاتك، وربما أحصت كم شعرة في رأسك، وهل أنت سعيد أم كئيب؟ وكيف استطعت أن تصل إلى هذا الكرسي وما هي قدراتك وغيرها من افتراضات لا تدور إلا في مخيلة رجال الرئيس الأميركي؟!
البيت الأبيض، منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية، وهو في شغل شاغل، يحيك المؤامرات ضد معظم بلدان العالم، يسقط هذا من عرشه ويدعم الجنرال الفلاني للوصول إلى سدة الرئاسة بطرق غير شرعية، وهكذا، دولة عظمى تقتات على أزمات الغير ومشاكلهم، متناسية أنها قابعة على فوهة بركان كبير جدا، داخله 51 ولاية قد تتشتت أفكارها وأجندتها يوما ما، وتنتهي معها ما يسمى بالولايات المتحدة الأميركية، أين الاتحاد السوفياتي؟ أين يوغسلافيا؟ أمثلة كثيرة على أن دوام الحال من المحال… فهل يتعظ العم سام؟!