أقلامهم

ناصر المطيري : حمد الجابر تستحقه الكويت بجدارة … ولكنهم فرطوا به ويالها من خسارة!

حرق المراحل والرجال

ناصر المطيري 
أمام هذا الجدل الواسع والمتباين في الساحة السياسية الكويتية حول مجلس الأمة والحكومة على ضوء نتائج الانتخابات وشكل التركيبة الحكومية المقابلة له وما يتفرع عن كل هذا من قضايا جانبية ، كل هذا يمثل المشهد العام في الكويت الذي سيتطرق له الجميع بالبحث والتحليل ولكنني أجد نظري يتركز على نقطة واحدة وهي جزئية يكاد الكثيرون يغفلونها أولم يدركوا أهميتها من حيث الدلالة والمعنى.
ما أود التوقف عنده هو اعتذار الشيخ حمد جابر العلي الصباح عن عدم المشاركة في الحكومة رغم أنه شيخ وشاب ترك السفارة وأقبل على الوزارة في بادئ الأمر وكان سعيدا بتولي وزارة الاعلام التي ارتبط تاريخها بشخصية والده رحمه الله.
شمّر الشيخ حمد عن ساعديه وجد في العمل وسعى مخلصا للانجاز والتميز واتجه محاولا تنقية الفضاء الاعلامي الكويتي ، كل ذلك كان ممزوجا بحماس وهمة عالية لمسها جميع من عملوا مع هذا الرجل.
وهل بعد هذا هل يمكن أن تمر علينا مسألة اعتذاره عن تولي الوزارة مرور الكرام دون أن نتوقف لنزيح علامات الاستفهام ونرفع علامات التعجب؟ الخروج المبكر للشيخ حمد جابر العلي من الحكومة دون مشكلة أو مساءلة لا شك هو سؤال كبير ربما لانعرف اجابته على وجه التحديد ولكن صاحب الشأن يحتفظ بها لحسابات هو يراها ويقدرها.
أن يخرج الشيخ حمد من الوزارة بارادته واختياره ودون مبرر واضح هنا نقف أمام ذهول الأسئلة.. هل هذا الخروج يعكس رفضا لنهج حكومي تتغير أشخاصه ورموزه ويبقى ثابتا ، أم أن الشيخ حمد واجه معوقات حالت بينه وبين ممارسة دوره وواجبه المطلوب منه لحماية الكويت وصيانة وحدتها من العبث الاعلامي الحالي؟
 
المنطق والعقل يقولان بأنه لا يمكن لأي شخص ان «يهرب» من منصب الوزارة الا فرارا مما يواجه من صعوبة ضرر بالغ خصوصا اذا كان هذا الوزير من النوع الذي يمارس منصبه «برجولة» وحس وطني بعيداً عن حب الذات والتشبث بالكرسي على حساب المبدأ والكرامة..
الشيخ حمد الجابر لم يلبث بوزارة الاعلام أكثر من ستين يوما كانت هذه الفترة عاصفة اعلاميا مشحونة سياسيا وحصلت تجاوزات كبيرة من صحف وفضائيات أضرت بصورة الكويت وضربت نسيجها الاجتماعي وحادت عن الأصول الوطنية والمهنية الشريفة في العمل الاعلامي.. ورغم حماس الوزير وقوة شخصيته الا أننا لم نسمع أو نر أن صحيفة تعطلت أو محطة فضائية «ضارة» توقف بثها أوتم سحب ترخيصها.. لماذا ؟ هل كان الوزير يريد ذلك ولم يتمكن ؟ ربما..
 
في واقع الأمر لا أملك جوابا شافيا عن الأسئلة ولكن أملك استنتاجا واحدا أنه زمن حرق المراحل والرجال.. والشيخ حمد أدرك المرحلة وخطورتها فنجا بنفسه.
ولكن شخص برجولة ووطنية الشيخ حمد الجابر تستحقه الكويت بجدارة، ولكنهم فرطوا به ويالها من خسارة!