أقلامهم

د. مبارك الذروه : لم يعد الشارع السياسي عبيطا بل شب عن الطوق … ولم تعد القواعد الشبابية مغيبة عن المشهد السياسي

 يا نواب المعارضة… العين عليكم !

د. مبارك عبدالله الذروة 
حطت الأزمة السياسية رحالها وتنفست الكتل النيابية الصعداء بعد تتويج رمزها التاريخي أحمد السعدون رئيساً للمرة الرابعة وبـ 38 صوتا مقابل 26 صوتا للنائب محمد الصقر!
وحصنت مجلس الأمة ومكتبه بالنائب خالد السلطان من اختراقات الجو النيابي او إطلاق نار من الجيران.
كتلة المعارضة اليوم تمتلك الغالبية والسيطرة التامة على لجان المجلس وعليها وعود ومواثيق قطعتها أمام الشعب، فهل تتمكن من ترتيب أولوياتها وتذويب الفوارق الفكرية والأيديولوجية وتقديم اللوازم الوطنية وضرورات المرحلة؟
أم نعود إلى سابق المراحل حيث خطاب الثورة الجماهيري فتنتشي حناجر المعارضة طربا للتصفيق وتتعاطى لغة الشارع والتكسب الانتخابي الخطابي مع الأحداث؟
كنا نراقب سابقا الفساد النيابي والتراخي الحكومي فننتقدهما ولن نتخاذل اليوم عن نقد ما نراه من تسيب نيابي متوقع في المرحلة المقبلة فالجمهور العام يريد عنبا… ولا يبحث عن الناطور… والعنتريات الفارغة!
والأمة اليوم أمام تحد مع نوابها، فلا مجال للعبث او الاسترخاء بل العمل والإنجاز والجد وتعويض الشعب عن توقف البلد لسنوات عجاف…
عاد المجلس للأمة والعود أحمد لأحمد!! وهو الصورة الأقرب للحقيقة، بل عاد رموز المعارضة بعد دعم قنوات الفساد لهم دون ان تشعر او تقصد!! وعادت الكتلة الفاعلة التي حاول خصومها ان يلوثوا أدمغة العقول المستقيلة، واذا بالشعب الواعي يقصيهم خلف الأفق! فتشكيلة المجلس ومكوناته وكتله تعكس الواقع السياسي والاجتماعي الطبيعي بعد ان تخلصت من الشوائب والدخن!
هناك قوانين لا تزال عالقة تتعلق بالخطة التنموية وتحويل الكويت إلى مركز مالي في الإقليم. وهناك استحقاقات مرحلية تمهيدية لخلق بيئة عمل مناسبة لذلك ليس آخرها قوانين النزاهة واستقلال القضاء وكشف الذمة المالية وقانون الوحدة الوطنية… ومحكمة الوزراء!
لا يجب ان نجامل في الكويت ولا يصح ان نحابي أحدا من الكتل الغالبة اليوم في البرلمان، بل يجب على الإعلام ان يكشف مواطن الفساد ويقدم النصح لنواب الأمة لتصحيح المسار وتقويم الاعوجاج.
أما الحكومة فليس لها سوى مد يد التعاون وتقويض مخططات الصراع! ليس من مصلحة سمو الشيخ جابر أن تفشل حكومته، فالشعب ينتظر منه أفعالا تترجم أقواله! ولعله من الخير ان يكون سموه امام مجلس قوي وشرس ليطهر الجهاز الحكومي في زمنه وتحت سدته من أدران الماضي، فتكون حكومة جابر المبارك حكومة إصلاح حقيقية تنال ثقة الأمة مستقبلا! وحتى يردد النواب (عزه الله انها تنسحب لحسابه)!
الحساسية المفرطة في التعامل مع ملفات الفساد لا يجب أن تسيطر على حكومة جابر المبارك، فلا داعي للخوف. من اجل ذلك انصح الشيخ بفتح الأبواب والقنوات التواصلية المباشرة مع الكتل والمستقلين لتعزيز التعاون وخلق جسور الثقة والطمأنة المشتركة بين المجلسين، بل انصح باستخدام استراتيجيات المبادرة!! فيبادر بالمشاريع والبرامج ويعلن عنها، حتى يعلم الرأي العام أن ثمة تغييرا منهجيا في المسار الحكومي.
تجربتنا النيابية السابقة تؤكد ان الإعلام وبعض مثيري الشغب من النواب هم من يدق إسفين الغضب ودبابيس الصراع بين المجلسين؛ فلتحذر الحكومة من عثرات ناطقيها او من يتزلف لكسب القربات دون وعي او إدراك للقوى السياسية الشرسة في البرلمان… ورب كلمة قالت لصاحبها دعيني!
لم يعد الشارع السياسي عبيطا، بل شب عن الطوق، ولم تعد القواعد الشبابية مغيبة عن المشهد السياسي، لذا فالفاعلية السياسية والنجاح الحكومي يرتكز على مدى الشفافية والمصداقية في التعامل الحكومي مع أسئلة النواب… 
مبروك للأمة عودة شرعيتها دون مال سياسي او تدخل حكومي. ونقول لها عيون الجماهير عليكم! ومبروك لحكومة بو صباح ثقة سمو الأمير ونقول لها لا داعي للقلق! ونتمنى للمجلسين التوفيق بالعهد الجديد.