أقلامهم

عبداللطيف الدعيج : احمد السعدون قايض الدستور الذي اصر على احترامه عام 2009 بكرسي الرئاسة الزائل الذي قد يفقده ــ وان شاء الله يفقده ــ بعد شهور.

كرسي بو عبدالعزيز

عبداللطيف الدعيج 
«.. لا يجوز لكائن من كان ان يضيف كلمة للقسم. الاخ حسن جوهر اعاد قسمه.. ليش؟ لانه نسي كلمة.. ما قال «واموالي». سعادة الرئيس انت اضفت كلمتين الى القسم، وبالتالي هذا القسم ما دستوري.. وبالتالي عليك ان تعيد هذا القسم.. وتحترم الدستور. (هذا كان اعتراض احمد السعدون على قسم خالد سلطان).. لن اضع الرابط لانه عادة لا يضبط، لكن المهتم من الممكن ببساطة ان يعثر على روابط عديدة لنص اعتراض النائب السعدون بالبحث في الانترنت عن «السعدون يعترض على قسم خالد السلطان».. سيجد الكثير من الروابط.
هذا من جلسة افتتاح مجلس الامة المنحل في الواحد والثلاثين من مايو 2000، عندما لم يكن النائب احمد السعدون مرشحا لرئاسة مجلس الامة. ولم يكن يلهث خلف اصوات السلف والتلف. في جلسة الاربعاء الماضي التي انعقدت في  قاعة عبدالله السالم نفسها، رئيس السن خالد سلطان نفسه، المادة 91 نفسها، الدستور نفسه، النائب احمد عبدالعزيز السعدون ظل صامتا ولم ينبس ببنت شفة، رغم ان خالد سلطان اضاف بدل «الكلمتين» اللتين اعترض عليهما النائب احمد السعدون في المجلس السابق، اضاف لقسمه عشر كلمات بالتمام والكمال وكأنها مقصودة، وكل النواب عفسوا الجلسة باضافاتهم السمجة والمتنوعة للقسم، الى درجة ان احدهم  قرأ سورة البقرة..
 مع هذا النائب احمد السعدون نفسه الحريص على احترام الدستور في الواحد والثلاثين من مايو لعام 2009، وفي الواقع في كل الاوقات لانه مخترع « الا الدستور»…احمد السعدون نفسه وقف متفرجا يوم الاربعاء الماضي على الانتهاكات والتحقير الذي طال الدستور، لانه لم يشأ ان يفرط في الرئاسة، اعتراض احمد السعدون لو حصل  كان سيغضب حلفاءه من المتدينين الذين تفننوا في التنصل من قسمهم، معلنين النية المسبقة لمخالفة الدستور والتعدي على النظام الديموقراطي.. النائب احمد السعدون قايض الدستور الذي اصر على احترامه عام 2009 بكرسي الرئاسة الزائل الذي قد يفقده ــ وان شاء الله يفقده ــ بعد شهور.
ليس هذا وحسب، بل احمد السعدون هو زعيم جماعة «الا الدستور» و«نهج» اللتين انتفضتا في ساحة الارادة واسقطتا الحكومة والمجلس وجرتا الكثيرين خلفهما، منتهكتين مبادئ الحكم وأصوله وقواعده ليكتشف المغرر بهم، خصوصا من الوطنيين، ان الربيع الكويتي لم يكن سوى تجمع قبلي ديني معاد للقانون والدستور، وعبر عن هذا العداء بجلاء بسلسلة الاقتحامات والفوضى التي مارسها في اكثر من موقع ومناسبة.. واخرها والذي لن يكون الاخير انتهاك الدستور وتحقيره في جلسة الافتتاح. مقتحمو المجلس والمعترضون على الاحكام القضائية اخذوا الدستور.. والسعدون اخذ كرسيا.
 مرة ثانية وحتى  لا ينسى احد.. الزعيم الرمز احمد السعدون قرر في مجلس 2009 انه «.. لا يجوز لكائن من كان ان يضيف كلمة للقسم..»، الرمز نفسه في القاعة نفسها، الدستور نفسه، السلفيون خالد سلطان وربعه أنفسهم، الرمز نفسه صمتَ صمت القبور على انتهاك الدستور الذي دافع عنه قبل ثلاث سنين… أيها القطيع العربي.. رضيتوا والا انرضيتوا.. ايها القطيع الكويتي اسألوا الرمز .. ما الذي تغير… هو ام الدستور؟.. والا الرموز عند القطيع لا تُسأل ولا تساءل؟!