أقلامهم

مقال ساخن
ناصر العبدلي يحدد الأسباب التي جعلت من التيار الوطني مجرد هياكل وذكريات

بعد أن تحول التيار الوطني إلى مجرد هياكل وذكريات، عدد الكاتب الصحفي ناصر العبدلي الأسباب التي دفعت ذلك التيار إلى أن يلقى هذا المصير وهو الذي تحمل وحده عبء تأسيس الدولة الحديثة وكان ضاغطا رئيسيا منذ عشرينيات القرن الماضي نحو تحديد مرجعية للدولة، من خلال دستور تتوافق عليه مكونات المجتمع الكويتي،

ورأي العبدلي في مقاله الذي خصصه للحديث عن التيار الوطني (بكل فروعه) أن أحد أسباب فشل هذا التيار هو عدم وضوح أهدافه وانعزاله في منطقة جغرافية محددة بينما  المفترض أن يكون ممتداً على جميع المحافظات مثلما يفترض أن يحسم كذلك موقفه من مكونات المجتمع الكويتي، خاصة أبناء القبائل والشيعة. 

المقال يستحق القراءة والتعلق لكم:

.. التيار الوطني

ناصر العبدلي

ليس غريبا إخفاق التيار الوطني في الانتخابات البرلمانية الماضية، بل كان أمرا متوقعا نتيجة لجملة من الأسباب سبق أن حذر منها أغلب المنتمين لهذا التيار، بعضهم يندرج في عضوية المنبر الديمقراطي، والبعض الآخر في عضوية التحالف الوطني الديمقراطي، وثالث يندرج في عضوية التيار التقدمي، وهناك رابع قريب ومتعاطف معهما.
التيار الوطني يمر بمرحلة من الالتباس وعدم الوضوح إن على صعيد الآليات أو على صعيد الأهداف، وهو أمر لا يتوافق مع العمل السياسي، فشروط نجاح أي تيار تتطلب أن يكون واضحا في أهدافه، وفي الآليات التي تحمله لتلك الأهداف، والتباسها يعني تعثر هذا التيار وعدم قدرته على مجاراة بقية التيارات السياسية.
لقد تحمل التيار الوطني عبء تأسيس الدولة الحديثة، وكان ضاغطا رئيسيا منذ عشرينيات القرن الماضي نحو تحديد مرجعية للدولة، من خلال دستور تتوافق عليه مكونات المجتمع الكويتي، حتى توجت تلك الأعباء بإقرار الدستور عام 1962، ورغم ذلك الدور التاريخي فقد تراجع هذا التيار وتحول إلى مجرد هياكل وذكريات.
حتى يستعيد هذا التيار وضعه السابق يفترض به تحديد موقفه من جملة من الإشكاليات وحلها، من بينها التردد الواضح في مد التنظيم جغرافيا ليغطي جميع محافظات البلاد، وعدم بقائه معزولا في منطقة جغرافية واحدة، وهو أمر لا يتفق مع المبادئ التي أسس عليها التيار الوطني.
ثانيا، على التيار الوطني حسم موقفه من مكونات المجتمع الكويتي، خاصة أبناء القبائل والشيعة، والتخلي عن نظرة الشك تجاههما باعتبارهما مكونات محسوبة على السلطة، ولديها “أجندة” حكومية، والإسراع في تصحيح العلاقة مع تلك المكونات والنظر إليها على أنها مكونات وطنية تعمل في إطار هدف واحد هو خدمة الكويت.
ثالثا، يفترض بالتيار الوطني التخلي عن القوائم المعلبة للمناصب الرئيسية في التنظيم، وطرح الديمقراطية الداخلية كبديل عن تلك القوائم، وترك أجنحة التيار تتصارع داخل التنظيم حتى تأتي بخيرة شبابها، فليس هناك مشكلة في أن يقود التنظيم في مرحلة ما اليمين الليبرالي، وفي مرحلة أخرى الوسط، وفي مرحلة ثالثة اليسار، فهذا من صميم عمل التنظيمات السياسية.
ليس هناك من سبيل للخروج من المأزق الحالي للتيار الوطني سوى التداعي للقاء يجمع جميع مكونات هذا التيار، سواء المنتمون للتنظيمات أو حتى القريبين منها والمتعاطفين معها، لترتيب صفوفهم، خاصة أن هناك توجها جادا لإقرار قانون الجماعات السياسية في الفصل التشريعي الحالي، وهو الأمر الذي يتطلب أن يكون التيار الوطني جاهزا له.