أقلامهم

مبارك الهاجري : على دول الخليج أن تتهيأ فالساسة العرب في ورطة لا يحسدون عليها أمام شعوبهم … ولم يجدوا حلا سوى تصدير أزماتهم

 مهلاً… سمو الأمير!

مبارك محمد الهاجري
الأمير، الحسن بن طلال، غاب طويلا عن الساحة في المملكة الأردنية، وعاد إليها هذه المرة عبر نافذة التلفزيون الرسمي ليوجه انتقاداته إلى دول الخليج، ومتهما إياها أنها تتشمت بأوضاع بلده الاقتصادية، قائلا: الشماتة فينا مع الأسف في دول خليجية، ويقولون ما بكم أيها الأردنيون، وأضاف بالعامية: يللي بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة! 
المليارات من الدولارات دفعت للأردن على مدى العقود الستة الماضية، ولم نسمع في يوم من الأيام أن دولة خليجية واحدة تمن بمساعداتها إلى الأردن أو إلى غيره من الدول وكانت المساعدات إما سيولة نقدية، وإما مشتقات نفطية، وهكذا كانت ومازالت دول الخليج منبع خير وعطاء، وأما أن يخرج الأمير الحسن على الملأ غاضبا من هذه الدول، لأنها خافت أن تستثمر في الأردن لوجود الفساد، فالفساد موجود في أصقاع الأرض ومن حق المستثمر حماية أمواله، وكما تعرف أيها الأمير أن رأس المال جبان، فلا تجعل من قضية الاستثمارات شماعة للنيل من إخوتك الذين لم يبخلوا على بلدك أبدا وأنت تعلم حقيقة هذا الأمر!
 
مشكلة الساسة العرب، أنه كلما ضاقت بهم السبل، أو أحسوا بالنقمة الشعبية ضد سياساتهم المتخبطة، صبوا جام غضبهم على دول مجلس التعاون الخليجي، وكأنها طوفة هبيطة للرايح والجاي، يا تعطونا مصاري، وإلا سنحاربكم بسيل جارف من التصريحات التي تهدم ولا تبني، ليس ذنبنا أن نتحمل وزر السياسات الاقتصادية الفاشلة، والتي تسبب معظمها في قيام الربيع العربي!
دول الخليج أخلت مسؤوليتها مما يحدث في البلاد العربية من مشاكل سياسية وثورات، وما تستطيع فعله، تقديم المساعدات المالية والنفطية، وأما عدا ذلك، فليس لها الحق أن تملي على الآخرين سياساتها أو تطلق تصريحات بين الحين والآخر ضد الذين فتحوا بيوتهم، وقبل ذلك قلوبهم لنصرة الأشقاء وقت العسرة وإذا بهم يجازونها جزاء سنمار!
على دول الخليج أن تتهيأ لمثل هذه التصريحات، فالساسة العرب في ورطة لا يحسدون عليها أمام شعوبهم، ولم يجدوا حلا سوى تصدير أزماتهم إلى الخارج، لعلها تشفع لهم، أو تخفف من حدة الغضب الشعبي المتنامي ضدهم!