أقلامهم

عبداللطيف الدعيج والتعاطف من أجل «البرستيج» ! … جربوا التسامح

حتى لو هدموا المساجد

عبداللطيف الدعيج 
مثل الموقف من «البدون» يقف البعض منا، وربما للأسباب ذاتها، الموقف ذاته مما طرح أخيراً حول منع بناء الكنائس والمعابد للآخربن. في قضية «البدون» تعاطف ناشطونا السياسيون والاجتماعيون باغلبيتهم مع القضية خوفا من رد الفعل العالمي، وحرصا على عدم تشويه صورة كويتنا عند الغير وفق ما أعلنوا، اي ليس تعاطفا انسانيا اصليا مع «البدون»، وانتصارا لحقوقهم واعتراضا على التعسف والتمييز اللذين مارستهما الاجهزة الحكومية ضدهم.. ولكن محاولة لحماية المظهر و«البرستيج» الكويتي.
في الموقف من قضية بناء الكنائس يتخذ بعضنا الموقف ذاته، ويعترض الى حد ما للأسباب ذاتها. فهم يعترضون على وقف بناء الكنائس هنا خشية ان يعاملنا الغرب المسيحي بالمثل ويوقف بناء المساجد. وبالتالي يُحرم المسلمون في اصقاع الدنيا من ممارسة طقوسهم الدينية. وما الذي يعنينا نحن الكويتيين بذلك؟ ولماذا نضع انفسنا مسؤولين مباشرين عن مصير الملايين وربما البلايين ممن لا وطن ولا دولة تجمعنا بهم.؟
اننا نعترض على وقف بناء الكنائس من موقف مبدئي، بوجود مهاجرين مسلمين في اوروبا أو بعدم وجودهم. حرمان جماعة من التعبد يتعارض مع دستورنا الذي كفل حرية العقيدة، وساوى بين الناس، ولهذا نعترض. لدينا مواطنون كويتيون مسيحيون من حقهم الدستوري ان يتمكنوا من ممارسة شعائرهم في وطنهم. حتى لو حرقت أوروبا كل المساجد. سيبقى للكويتي حق دستوري في التعبد، وسيصون مبدأ «لا تزر وازرة وزر اخرى» أو بنصنا الدستوري «العقوبة شخصية» سيصون حق المواطن الكويتي مثل ما سيصون حق الوافد البريء الذي لم يحرق مسجدا أو يمنع مسلما من اداء طقوسه.
المؤسف ان هذا يؤكد ان المبادئ الديموقراطية والدستور الكويتي ليس لهما اثر حقيقي وملموس في تكوين الوعي وحتى السلوك والتقليد الكويتي. وربما حان الوقت لان يتم بجدية تدريس الدستور والتعريف بالمبادئ الديموقراطية. لقد عشنا زمنا ولا نزال، نغرس في عقل النشء خوف الله وخوف السلطة. ومع هذا يزداد التنافر والتناقض بين اطراف المجتمع، فلماذا لا نجرب نشر التسامح والحض على احترام حقوق الغير والحفاظ على مصالحهم؟!