أقلامهم

إقبال الأحمد : أوصلتكم ومكانها البيت ؟ تلد وتربي وتطبخ وتغسل !

لماذا؟

إقبال الأحمد 
لماذا رفض الشعب الكويتي وجود المرأة في البرلمان الاخير؟… لماذا جاءت النتائج صادمة ومرعبة للبعض ومفرحة ومبهجة للبعض الآخر…. هل ذلك جاء مصادفة ام له مبرراته؟… لماذا تراجعت الحكومة عن اشراك المرأة في باص الوزارة الجديدة..وتركتها تنتظر في مكانها بعد ان فاتها ايضا باص المجلس؟
هل كان نجاح المرأة الكويتية الرائع والمبهر في الانتخابات قبل الاخيرة واحتلالها اربعة مقاعد بأرقام مذهلة، كما حصل مع الدكتورة معصومة المبارك في الدائرة الاولى كان شكلا فقط.. هل كان ذلك شيئاً غير طبيعي، وما يحصل اليوم هو الطبيعي؟
اسئلة كثيرة يحتار المرء كيف يجيب عنها بشكل مهني بحت، بعيدا عن العواطف… ولكننا في النهاية لابد ان نقف عندها.
هل آثرت الحكومة عدم اشراك المرأة في التشكيلة الوزارية الاخيرة، رغبة منها في التهدئة والبعد عن وجع الراس، خاصة بعد وصول ما يشكل 44 في المائة من التيار الاسلامي بكل توجهاته، والجلوس على المقاعد بانتظار الانقضاض على المرأة بكل الوسائل المتاحة وغير المتاحة لهم خلال الايام المقبلة.. لغرض في نفوسهم؟
هل آثرت الحكومة عدم اختيار اي امرأة، لان اولوياتها اليوم اختلفت كليا عن اولويات الفترات السابقة…هل خافت الحكومة ان يثير هؤلاء ان الحكومة اتت بالمرأة للوزارة بعد ان رفضها الشارع في المجلس.. هذا وارد جدا… فالرعب الذي اثارته العناصر الاسلامية والقبلية عند الحكومة بصوتها العالي وتهديداتها لسبب ومن دون سبب… قد يكون جعلها تتروى في اختيار المرأة التي لا يبدو انها في خريطة اولوياتها اصلا اليوم… وهذا بحد ذاته كارثة.
لاول مرة يسجل التاريخ الكويتي الحديث، وخاصة بعد منح المرأة الكويتية حقها السياسي، بعد معارك وشد وجذب بين المجلس والحكومة، وصدور المكرمة الاميرية السامية، بمنح المرأة الكويتية حقها السياسي التي رفضها البرلمان في ظاهرة لم يتعود عليها المجتمع الكويتي من قبل…حتى نجح هذا الحق بصعوبة في عام 2005.
لاول مرة يخلو المجلس والتشكيل الحكومي من عنصر المجتمع الحيوي والمهم، الذي يشكل 35 في المائة من جسد المجتمع الكويتي.
مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية نشر تحليلا واقعيا في صحيفة اخبار الخليج البحرينية، اعتبر ان اخفاق المرأة بالنجاح في المجلس الاخير يعود (وهذا ما نتفق عليه جميعنا) الى الواقع الاجتماعي الذي ابعدها عن اجندات الاحزاب السياسية والحكومية والمعارضة على رأسها.. ومن ثم فهي استخدمت بجدارة عند هذه الاحزاب كأداة للوصول فقط، ومن ثم اقصيت عن المشاركة في تنمية مجتمعها.
لا يعقل ان تلك المرأة التي اوصلت كل هؤلاء النواب بجدارة اخفقت في ايصال امرأة واحدة…ولا يعقل ان تكون المرشحة الكويتية بهذا السوء والكسل والاخفاق وعدم الثقة بها، حتى لا تخرج على الساحة اي امرأة من اي توجه او تكتل… في البرلمان وفي الحكومة ايضا.
افهم ان مخرجات الانتخابات ابعدت المرأة.. ولكن ما افهمه اكثر.. انها اقصيت من التشكيل الوزاري.. وهذا بحد ذاته يتطلب الوقوف عنده طويلا بشكل جاد وفاعل.
الرجل الكويتي لم يتبن المرأة، ولم يساعدها ولم يعمل على ضمان وصولها كما وصل هو… فغابت عن تكتلاتهم وتسوياتهم وحساباتهم… وغاب اي دعم لها من قبل هذه التكتلات والجماعات.. التي اتسم عملها بالانانية.. حين استخدمت المرأة سلما تصل به..ثم القيت من على راس السلم لينظر إليها ابطال هذه التكتلات والجماعات من الاعلى بكل دونية واستخفاف.
المرأة عند كل هؤلاء مكانها البيت، لتطبق ما يدرس في مناهجنا التي طالتها ايديهم ووصل اليها نفسهم… تلد وتربي وتطبخ وتغسل…فهي ذاتها المرأة التي يعرفونها…وهي المرأة ذاتها التي أوصلتهم بأرقام قياسية.