محليات

مشتكين إليه من تعسف الأجهزة الأمنية
الكويتيون البدون يناشدون سمو الأمير إطلاق سراح المعتقلين

بمناسبة حلول ذكرى العيد الوطني وعيد التحرير ناشد تجمع الكويتيين البدون صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الصباح إطلاق سراح المعتقلين البدون، كما رفع التجمع شكواه إلى سموه نظرا للعنف الذي قام به بعض منتسبي الأجهزة الأمنية واعتقالهم للمعتصمين رغم حملهم لصور القيادة السياسية وأعلام الكويت..وفي مايلي نص البيان:
بسم الله الرحمن الرحيم
 
‏لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا عَلِيمًا * إِنْ تُبْدُوا خَيْرًا أَوْ تُخْفُوهُ أَوْ تَعْفُوا عَنْ سُوءٍ فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا‏ . صدق الله العظيم النساء 148 – 149
 
بداية نتقدم بأسمى آيات التهاني والتبريكات إلى قيادتنا السياسية ممثلة بحضرة صاحب السمو الأمير المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الصباح وإلى كافة أبناء الكويت المخلصين بمناسبة الأعياد الوطنية وذكرى التحرير التي نعيشها اليوم داعين المولى عز وجل أن يعيدها علينا باليمن والبركة وأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان ويحفظ الكويت وشعبها من كل مكروه.
إننا في – تجمع الكويتيين البدون – نتوجه ببياننا هذا إلى المقام السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الأمير المفدى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمين الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح –حفظهما الله- ولنتحدث إليهم حديث الأبناء لأباءهم معبرين بذلك عن عظيم اعتزازنا بحكامنا وبإمارة آل الصباح الكرام ولنؤكد على إيماننا الراسخ بأن قضية الكويتيين البدون لن تأول لحل عادل وشامل إلا في كنف رعايتكم لما عرف عنكم من إخلاص وصدق في حمل قضايا الوطن وهمومه والنهوض بمسئولياته الجسام. 
سيدي صاحب السمو أنه لا يخفى على سيادتكم عظيم الود والمحبة الذي تكنه لكم نفوس أبناءكم الكويتيين البدون وهو ما عبروا عنه بصدق عندما خرجوا للمطالبة بحقوقهم حاملين معهم صور القيادة السياسية وأعلام دولتنا الحبيبة ورافعين أكف الدعاء لكم وهم يهتفون مرددين الله … الوطن … الأمير ومقسمين بالإخلاص لقيادتكم الحكيمة وللوطن الحبيب، ورغم ذلك إلا أنهم جوبهوا بقمع وعنف غير مبرر من بعض المنتسبين للأجهزة الأمنية وحملات إعتقال تعسفية كان حصيلتها أن زج بالعشرات من أبناءكم بالسجن ورفعت ضدهم قضايا عدة دون جرم أو ذنب وهو ما تؤكده أحكام البراءة التي صدرت من قضاءنا النزيه للبعض منهم ، فيما لا يزال البعض الأخر من أبناءكم الكويتيين البدون وعددهم سبعون معتقلاً يقبعون في السجن المركزي دونما محاكمات وتحت ذريعة الحبس الاحتياطي. 
سيدي حضرة صاحب السمو لقد تناقلت وسائل الإعلام المحلية والدولية تلك الأحداث المؤسفة مما أساء لدولتنا الحبيبة وانعكس سلباً على صورتها ومكانتها الدولية وأنسحب ذلك على ملفها في مجال حقوق الإنسان، وكان لذلك تداعيات عدة كان أبرزها زيارة العديد من منظمات المجتمع الدولي المعنية بحقوق الإنسان للكويت للوقوف على تداعيات قضية الكويتيين البدون ولقاءها بالعديد من المسئولين وعلى رأسهم حضرة سموكم رعاكم الله وسمو ولي عهدكم الأمين، ولقد بادرت تلك المنظمات لإصدار العديد من البيانات التي تشجب وتدين تلك الممارسات والتعديات التي رصدتها على أرض الواقع ضد فئة الكويتيين البدون ورفعت تقاريرها لمنظماتها التي بادرت بدورها لإرسال تقاريرها للجان الدولية مما آل في نهاية المطاف لأن تتم مناقشتها في أعمال الدورة الرابعة للاجتماع الدوري للجنة حقوق الإنسان في جنيف العام 2011 وأمام لجنة الأمم المتحدة لمناهضة التمييز العنصري في الذي عقد قبل أيام في جنيف، هذا وقد اشتملت الوقائع المثبتة في المحاضر الخاصة باللجان الدولية على العديد من التناقضات من قِبل الوفد الكويتي الذي أدلى بالعديد من المغالطات التي تتصادم مع ما هو موجود على أرض الواقع مما قد يضر بالمصالح العليا للبلاد إذا ما ثبت لتلك اللجان زيف الإدعاءات والأجوبة التي قدمت لها.
سيدي حضرة صاحب السمو بناءً على ما سبق فقد صدرت العديد من التوصيات الدولية بشأن قضية الكويتيين البدون وتمت الإشارة من خلالها إلى أن البلاد قد تتعرض إلى عقوبات إن لم تلتزم بتطبيق كافة التزاماتها التي تقدمت بها من خلال التقرير الذي تمت مراجعته بين مجلس حقوق الإنسان والوفد الكويتي، ومن باب حرصنا على المصلحة العليا للبلاد فلقد دعينا حينها ومن خلال إمكاناتنا المتواضعة للنأي بدولتنا الحبيبة عن أن تكون عرضة لمثل تلك العقوبات من خلال الإسراع بحل قضيتنا ولكي نقطع الطريق على من يريد الإضرار بسمعة دولتنا الحبيبة أو من تسول له نفسه أن يجعل من قضية الكويتيين البدون سبباً للتدخل في شؤوننا الداخلية.
سيدي حضرة صاحب السمو لقد مورست العديد من التجاوزات والتعديات السافرة على آدمية الكويتيين البدون فصودرت أبسط حقوقهم الإنسانية بداءً بالامتناع عن استصدار المستندات الرسمية من عقود زواج وطلاق وشهادات ميلاد ووفاة وحصر للوراثة ورخص القيادة وجوازات السفر لهذه الفئة مروراً بمنعهم من حق التملك والعمل والتنقل وختاماً بإطلاق صفة المقيمين بصورة غير قانونية عليهم وهو ما يتعارض مع كونهم هم وآباءهم وأجدادهم من مواليد دولة الكويت ويملك الغالبية منهم إحصاءات الدولة الرسمية بدءً بإحصاء العام 1965 وما تلاه من إحصاءات تثبت تسلسل إقامتهم بالكويت إضافة لكون العديد منهم يملكون مستندات رسمية تثبت تواجدهم على أرض الكويت  قبل صدور قانون الجنسية الكويتي لعام 1959 وكون العديد منهم قد عملوا بوزارات الدولة المختلفة وقدموا الدماء والتضحيات وبذلوا الغالي والنفيس للذود عن حياض الوطن مؤكدين بذلك انتماءهم دون منة فهو حق الوطن على أبناءه وهم بذلك يقفون على مسافة واحدة مع إخوانهم المواطنين من حب هذا الوطن والإخلاص له والعمل على رفعته. 
سيدي حضرة صاحب السمو أننا بسعينا الحثيث لحل قضية الكويتيين البدون إنما نسعى لصون مواد الدستور الكويت التي تنادي بالحرية والعدالة والمساواة وصون حقوق وكرامات الناس دون تمييز أو تفرقة وهو ما تقره المادة (29) من الدستور والتي تنص على أن الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين. 
ومن هذا المنطلق ونظراً لأننا نقف على استحقاق وطني يستدعي منا أن نتكافل ونتعاضد جميعاً للعمل بمقتضيات المصلحة الوطنية وبعيداً عن التجاذبات والتكسبات السياسية التي أرهقت كاهل القضية – قضية الكويتيين البدون- فإننا نضع أنفسنا كأبناء مخلصين لهذا البلد تحت تصرفكم ونأمل من سموكم وكما عهدناكم دائماً وأبداً أن تكونوا عوناً لنا بعد الله جل وعلا للوصول بنا إلى رؤية شاملة وعادلة لحل هذه القضية العالقة منذ عقود وكلنا إيمان وثقة بحكمة سموكم وعدالة قراراتكم وتوصياتكم السامية.
 فإننا نناشدكم التدخل لحل القضية وفق رؤيتكم الحكيمة وبعيداً عما تشهده الساحة المحلية والدولية من تجاذبات سياسية قد تضر وتسيء لدولتنا الحبيبة ولقضيتنا العادلة.
نسأل الله لكم العون وأن يمدكم بموفور الصحة والعافية
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
 
تجمع الكويتيين البدون
صدر في 22 فبراير 2012 – الكويت