أقلامهم

السفير الأميركي لدى الكويت مهنئا : اصبحت الكويت في مكانة اكثر تميزا عن غيرها بفضل الفرص المتزايدة لمشاركة المرأة الكويتية

أعياد الكويت.. تاريخ يعني لي الكثير

السفير ماثيو تولر 
يشرفني ان اتقدم بخالص التهنئة للشعب الكويتي بمناسبة عيد الاستقلال الحادي والخمسين والذكرى الحادية والعشرين للتحرير. ان هذا التاريخ يعني الكثير بالنسبة لي على الصعيد الشخصي، ففي الاسابيع القادمة سأحتفل ايضا بالذكرى الحادية والعشرين لتولي منصبي الديبلوماسي الاول في الكويت.
حين وصلت وعائلتي الى الكويت بعد التحرير بأسابيع قليلة، كان الجو لا يزال خانقا جراء ادخنة الآبار النفطية المحترقة، لقد ترك الاحتلال العراقي آنذاك بصمته على كل مبنى وكل شارع وكل عائلة في الكويت، وحين اتذكر الاسابيع والشهور الاولى لي في الكويت، تغمرني مشاعر فياضة حركتها روح العزيمة والاصرار لدى الشعب الكويتي في اعادة بناء دولته شيئا فشيئا. ان عزم الشعب الكويتي على تحويل حطام امته الى دولة سلام وازدهار كان اكثر ما يصبو اليه الشعب الكويتي، الا ان ما تحقق بالفعل من انجازات ملموسة بفضل العمل الجاد يجعل نجاحات الكويت الرائعة تستحق عن جدارة المزيد من الثناء والاشادة. ولعل من بين اهم تلك النجاحات التي اتذكرها جيدا انعقاد اول برلمان بعد التحرير. وحري بالشعب الكويتي ان يفخر بدستور دولته وتقاليدها القائمة على التسامح وحرية ابداء الرأي.
وحتى يومنا هذا، تلعب الكويت دورا اقليميا رائدا بفضل برلمانها المنتخب وحكومتها الدستورية واعلامها المستقل. كذلك اصبح المجتمع الكويتي اكثر استيعابا لكل الفئات، كما اصبحت الكويت في مكانة اكثر تميزا عن غيرها بفضل الفرص المتزايدة لمشاركة المرأة الكويتية في العمل الحكومي والتجاري والمدني.
لقد تعززت الروابط التي تجمع بلدينا وازدادت قوة من خلال تجاربنا وخبراتنا المشتركة ونحن نقاتل جنبا الى جنب لتحرير الكويت من براثن الاحتلال الصدامي، وخلال العقدين الماضيين . 
 عمل آلاف من الجنود الاميركيين وتدربوا مع نظرائهم من الجنود الكويتيين واضعين نصب اعينهم هدفا مشتركا الا وهو حماية الكويت والمنطقة من العدوان والتهديدات الارهابية، ان العلاقات المؤسسية والشخصية العميقة التي نشأت بين العسكريين الاميركيين والكويتيين العاملين في وزارتي الداخلية والدفاع كانت دوما عنصرا اساسيا لنجاح العلاقة بين الكويت والولايات المتحدة.
 ومؤخرا ساهمت هذه الشراكة الفريدة في تسهيل انسحاب القوات الاميركية من العراق، ولولا مساعدة شركائنا الكويتيين الحاضرة دائما لما تمت هذه العملية بتلك السهولة والسرعة الفائقة التي جعلت هذا الانسحاب الاول من نوعه في التاريخ، ولهذا نتوجه بجزيل الشكر لكم. وستظل الولايات المتحدة ملتزمة التزاما كاملا بشراكتها الامنية الدائمة مع الشعب الكويتي، واننا لنفخر بالتعاون وبناء القدرات القائمة بين بلدينا.
ودعم تعاوننا في مجالات الصحة والتعليم والتجارة علاقتنا الوثيقة على مدار قرن من الزمان، وكشخص يتمنى الافضل دائما لشعب الكويت، فإنني احث الكويت على مواصلة التقدم في كل تلك المجالات وبينما اكمل عامي السابع هنا في الكويت اشعر حقا بالانبهار حيال التغير الكبير الذي طرأ عليها، وبمدى ما ينبغي علي تعلمه عنها، كما اتطلع وجميع موظفي السفارة الى مواصلة الحوار بين بلدينا بينما نبحث مجالات جديدة للتعاون.
ونيابة عن الشعب الاميركي، اتقدم مجددا بالتهنئة على انجازاتكم التي سطرها الشعب الكويتي منذ الاستقلال والتحرير، ونتمنى لكم المزيد من التقدم والازدهار.
سفير الولايات المتحدة الأميركية في الكويت