أقلامهم

عبد الرحمن العوضي : مجلس الأمة الحالي بيده الحل والربط … بعيدا عن المزايدات والمشاكسات

تحية صادقة إلى أعضاء مجلس الأمة

د. عبد الرحمن العوضي 
أرجو ألا يزعل أعضاء الحكومة لأنني سبق أن حييتهم بتحية واحدة، أما الآن فالمجلس أحييه بتحية أصدق، والسبب في ذلك ان مجلس الأمة الحالي بيده الحل والربط، ولكن من دون نوايا صادقة من كل فرد منهم وحرصهم على العمل وتبني مشاريع التنمية ووضع أيديهم بيد سمو رئيس مجلس الوزراء وأعضاء الحكومة بأسلوب جديد فلا تتوقع اي نتائج ملموسة، بعد كل هذه الأزمات التي عشناها مع المجالس السابقة، وجرجرة الناس في تجمعات مختلفة تحت أعذار مختلفة في التعامل مع الوزراء في الحكومات السابقة، بعد كل هذا في وجود أغلبية متضامنة رغم اختلافهم في الرأي والمبدأ، فيتوقع الجميع منهم الإنجاز بعد حصولهم على الثقة من الناخبين.
هذا المجلس بهذا التكوين له مزايا كما له عيوب، فمزاياه انهم لو استمروا رغم اختلاف مبادئهم وانتماءاتهم القبلية والطائفية والمبدأ سيتمكنون بأغلبيتهم من توجيه الوجهة التي يرضونها وتتفق مع توجهات الحكومة وما يحقق آمال الشعب وتطلعاته ودفع الدولة على طريق التنمية وبناء المستقبل بدلا من المهاترات والمماحكات والمشاغبات من أجل إزعاج الحكومة وإبراز فشلها أمام الناس في المستقبل، لأن شكوى المجلس كانت دائما بأن الحكومة لديها أغلبية في المجلس وبذلك تمنع المجلس من تحقيق ما لديهم من آمال وبرامج، أما الآن فهم الأغلبية وعليهم تقع مسؤولية النجاح والفشل.
نصيحة لإخواني في المجلس ان يعوا خطورة الموقف عامة، وحاجة البلاد الى العمل الجاد وتنفيذ المشاريع ووضع خارطة طريق واضحة المعالم، بعد ان ضاعت هذه المعالم منا جميعا، وصرنا نتخبط جميعا تارة نطالب برفع المعاشات من أجل دغدغة عواطف الموظفين، وتارة أخرى يطالب بإلغاء القروض رغم ان مثل هذه العملية فيها الكثير من الغبن على المواطن الصالح الذي لم يورط نفسه في الديون والبهرجة والمبالغة في الحياة عامة.
ان مثل هذا الوضع كما ذكرت يضع المجلس بصفتي أمام مسؤولية كبيرة، فصاحب السمو الأمير، حفظه الله، في نطقه السامي وضع يده على كثير من التحديات التي تواجه الكويت، آملين ان تترجم هذه الطموحات من صاحب السمو الأمير، حفظه الله، وبرنامج عمل حكومي، وان يتبناه المجلس بصدق وإخلاص ويظهر للعالم لأول مرة التلاحم بين رغبات صاحب السمو وبرنامج الحكومة وقرارات المجلس والتشريعات التي يصدرها لتنفيذ هذه الآمال، انها عملية سهلة وطبيعية في نظري لدعم هذا التلاحم، وأي شيء غير ذلك فإنه يضفي عدم الالتزام بالقسم أو بالوعد الذي نطقه أمام صاحب السمو الأمير وما ينتظروه منه الناخبون.
فالفرصة أمام هذا المجلس كبيرة، والأمل في الإنجاز فسيح والرغبة في تحقيق رسالة الديموقراطية من قبل الجماهير صادقة، وآمالهم كبيرة راجين ألا تخيب هذه الآمال، وألا يضيع المجلس وقته فيما عهدناه في المجالس السابقة من مزايدات ومشاكسات وتأخير المشاريع وضياع الفرص أمام الكويت والابتعاد عن خطر التنمية التي ستسير بسفينة الكويت بأمن وسلام الى موانئها، ويتحقق بعد ذلك نتائج متميزة بسبب هذا الإبداع الذي ننتظره جميعا من هذا المجلس، وعلى أمل ان تعود الكويت الى طريقها السليم الذي بناه من سبقونا، والى مستقبل جميل تظهر الكويت الحقيقة التي كانت مجالا للفخر من قبل الجميع.
حما الله الكويت من كل مكروه، ووفق هذه التركيبة المتوازنة في مجلس الأمة على ان يحققوا آمال ناخبيهم وان يكونوا عند حسن ظن الجميع، ودعائي الى الله التوفيق لهم والسداد بقيادة صاحب السمو الأمير، حفظه الله وأنار طريقه الى بر الأمان.