أقلامهم

محمد الدوسري: الأغلبية النيابية الجديدة مدعوة لإزاحة وزير الشؤون في أقرب وقت ممكن

الوزير الطائر

محمد مساعد الدوسري
وزير الشؤون الجديد، هو عسكري سابق، له رأي في شريحة كبيرة من الشعب الكويتي وهو يصفها كما جاء في مقال له كالتالي: “الغوغائية، الفوضى، القفز على الحكم، الحقد والغل على الكويت، بعض هؤلاء -وهو يقصد من دخلوا المجلس- غير كويتيين، من يقف خلف هذا المخطط من الداخل والخارج، الأمن الوطني مستهدف، أما زال هناك من لم يعد يرى أو يصدق أن الغزو سيكون من الداخل؟”، وهذا غيض من فيض المقال الذي اتهم فيه الشباب الكويتي الوطني بالغوغائية، وبالقافزين على الحكم والمرتبطين بالخارج وبعضهم غير كويتي وأنهم رأس حربة للغزو من الداخل، وأنهم يحملون حقدا وغلا على الكويت!!!.
في البداية نود أن نتساءل، ما هو السبب أو الغاية المرتجاة التي تدفع رئيس الحكومة الجديدة باختيار مثل هذا الشخص ليكون ضمن الطاقم الوزاري، علما أن الغالبية النيابية الجديدة تمثل رأي شريحة من الشباب الوطني الذي اتهمهم هذا الوزير، وهل الأمر مقصود لغرض تفجير الصراع مع المجلس الجديد؟، وهل الإرادة الشعبية لا قيمة لها حتى يتم الإتيان بمثل هذا الوزير الذي يتهمنا بالارتباط بالخارج ويطعن في وطنيتنا؟.
لا يمكن أن نقبل بعد الآن بأن يكون هناك وزير بمثل هذا الفكر في حكومة يفترض بها تمثيل الشعب الكويتي بجميع فئاته وشرائحه وموزاييكه السياسية والاجتماعية، ولا نرضى أن تذهب جهود وتضحيات الشباب الذين سخروا جهودهم ووقتهم لحفظ كرامة الشعب الكويتي والدفاع عن حقوقه الدستورية والإنسانية، ولا نتصور أن أحدا يرضى باستمرار نهج الحكومات السابقة ومن لف لفها في الحكومة الجديدة، ولا نقبل باستمرار إهانة شريحة واسعة من الشعب الكويتي والطعن في وطنيتها واتهامها بالغوغائية.
الأغلبية النيابية الجديدة مدعوة لإزاحة هذا الوزير في أقرب وقت ممكن، فاستمراره يمثل إهانة لكل القوى الشبابية التي دعمت وآزرت هذه الأغلبية للوصول إلى ما هي عليه الآن، ولتعلم هذه الأغلبية أنها خادم للشعب الكويتي، ومترجم لأفكار هذا الشعب ورغباته، وأن السكوت عن مثل هذا الوزير واستمراره في الحكومة الجديدة يمثل تحديا صارخا لهذا الشعب الذي عمل طوال سنوات مضت لإزاحة الحكومة السابقة وإنهاء حالة التخوين والطعن في الوطنية التي يمارسها من يدور في فلك تلك الحكومة بحق الشعب الكويتي وفئات عريضة منه.
الشعب الكويتي ومنهم الشباب الوطني الذي أطاح بالحكومة السابقة، أكثر وطنية من المتشدقين بها من غير عمل يدل عليها، وهم من قدم التضحيات في سبيل الوطن مثلما كان في بيت القرين، بينما كان البعض يتعجل في رمي بدلته العسكرية والهرب سريعا من البلاد خوفا على حياته، فلن نرضى بعد اليوم بالتشكيك في وطنية الشباب الكويتي، ولن نقبل السكوت، وسنرد على كل إساءة بكشف حقائق مخزية لمدعي الوطنية وهي منهم براء.
هذا الوزير يعتبر في حكم المستقيل بنظر الشباب، وعلى الأغلبية تنفيذ هذا الأمر، لأنه يمثل حقهم الطبيعي في الدفاع عن كراماتهم ووطنيتهم، فهل الأغلبية مدركة لذلك، أم أن المهادنة ستستمر طويلا على حساب كرامة الشعب؟.