أقلامهم

سلوى الجسار : التعليم ثم التعليم لكي نواجه الخلافات والتطرف والحركات السلبية

التعليم والمواطنة

د.سلـوى الجسـار
ننادي بالمواطنة والوحدة الوطنية ونبذ الخلافات والعنف والتطرف الديني والطائفي والمذهبي، ولكن كيف نواجه مشكلة الخلافات والمواجهات والتعنتات المبنية لمصلحة كتلة أو اتجاه أو توجه على حساب الوطن والمواطن.
إن صدور تشريع أو تشريعات شاملة واضحة اجرائية التطبيق أمر بغاية من الأهمية والضرورة بالإضافة إلى توعية المجتمع ونشر ثقافة احترام التنوع والمعتقدات والأديان والافراد.
الكويت جزء من العالم ونحن نعيش في القرن الحادي والعشرين عصر التعددية، عصر التكنولوجيا، عصر تبادل الثقافات، فالكويت تؤثر وتتأثر بما حولها من معتقدات وأفكار واتجاهات وتطلعات وحركات سياسية وعلمية وثقافية وفكرية، وعلية يجب ألا ننسلخ من المجتمع الكبير، بل علينا بمواجهة التطرف الديني والطائفي ونبذ العنف بجميع أشكاله اللفظية والجسدية والنفسية.
إن مدخل المواجهة والتعديل هو التعليم فإذا صلُح التعليم أخرج لنا أفراداً قادرين على التفاعل مع المجتمع والتكييف معه وعلى تطويره، فالتعليم إذا صلُح أصبح أداة بناء أما أذا فشل أصبح معول هدم.
إن ما نراه الآن في مجتمعنا ووطننا الكويت يوضح بأن التعليم لا يسير بمساره الصحيح وهذا ما تؤكده نتائج التعليم ومخرجاته، فما نراه من احتقانات واختلافات وسب وقذف وفوضى اجتماعية وتربوية وسياسية هما من مخرجات التعليم غير المجدي، بل تعليم غير هادف ومسيس بعيد عن تحقيق أهدافه التربوية والمجتمعية، بل لم ينجح في خلق المواطن الصالح.
إنني لا أريد ان اتهم المؤسسة التعليمية بصورة العموم، ولكنها في السابق نجحت بخلق أجيال متنوعين باختصاصاتهم وبخلفية علمية تربوية هادفة، لم نر بالأمس ما نراه اليوم..ماذا حدث..ولماذا؟! ان التعليم مستمر ومتغير ليواكب المتغيرات المجتمعية، والاقتصادية والسياسية، ولكن تعليميا لا يساير سرعة التغيرات فأصبح مترهلا وعاجزا على خلق أجيال تحمل على أكتافها الوطن وتحقق أهدافه بغرض الاستقرار والتطوير والمحافظة عليه.وحتى لا أتجنى على المؤسسة التربوية. «رأينا طلبة الثانوي تعتصم بغرض كوادر المعلمين» أي مجتمع هذا نجر به الطلبة من قاعات الدراسة فأصبحوا غير مهتمين بتعلمهم وغير مكترثين بما يترتب عليهم عند الخروج.
لقد تسيس التعليم والطلبة فأصبح الطالب لا يأبه بالتعليم، قس ذلك مع طلبة الأمس وما أهمية التعليم بالنسبة لهم.
نعم…التعليم ثم التعليم لكي نواجه الخلافات والتطرف والحركات السلبية، يجب ان تُقيَّم مناهجنا ودراستها وتحليلها بالشكل العلمي والسلوكي السليم ومعرفة أسلوب بنائها وأهدافها في تكوين اتجاهات الطلبة، وهل اشتملت المناهج على الجوانب الوجدانية في غرس قيم المواطنة عند المتعلمين، هل الخطط التربوية والتعليمية تتضمن مفاهيم المواطنة وما درجة وجودها في المناهج الدراسية؟ هل مناهجنا وبيئاتنا التعليمية جاذبة تساعد على تثبيت قيم الولاء للوطن واعداد الفرد المتعلم للمشاركة في نمو الوطن وازدهاره؟ هل مناهجنا تساعد على اذابة الانتماءات المختلفة لتجمعات مختلفة وتهدف الى التركيزعلى قيم المواطنة ليبقى الوطن بثوابته الدينية والاجتماعية والثقافية والسياسية، يجب ألا يقتصر تعليمنا على تزويد المتعلم بالمعلومات ليصبح بنك من المعلومات فقط، بل يجب ان نعمق شعور الطالب بالانتماء الى وطنه وتعريفه بحقوقه وواجباته، وغرس المواطنة بكل ابعادها وقيمها المختلفة في عقول الطلبة وسلوكياتهم من أجل جيل واع بما حوله، مؤمن بربه، منتم لوطنه، محبا لمجتمعه.