آراؤهم

فراعنة الكويت وقارونها

أهلك الله سبحانه وتعالى فرعون وقارون وقوم نوح وعاد وثمود وغيرهم من الأمم السابقة بسبب كفرهم وطغيانهم وظلمهم وكثرة فسادهم .. ومن لطف الله بعباده المسلمين أن مصيرنا لن يكون كبقية الأمم التي هلكت .. و مع ذلك ستهلك الكويت لكن هلاكنا لن يكون غرقا كفرعون وقوم نوح ولا خسفا كقارون ولا بصاعقة كقوم ثمود ولا بريح  كقوم عاد .. إنما هلاكنا سيكون بأنفسنا وبين بعضنا البعض كما يقول النبي عليه الصلاة و السلام : ” سألت ربي ثلاثا فأعطاني اثنتين ومنعني واحدة , سألت ربي أن لا يهلك أمتي بالسنة أعطانيها , وسألته أن لا يهلك أمتي بالغرق فأعطانيها , وسألته أن لا يجعل بأسهم بينهم فمنعنيها ” .
– هذا الأمر للأسف نراه يحدث الآن بيننا وهو داء خطير تصاب به الأمة كلما تهيأت أسبابه ولم تتحصن منه كما يصاب الفرد بالمرض إذا أهمل الوقاية أو قصر في العلاج .. فكم هم مؤلم ما نشاهده ونسمع به من العنصرية والفئوية بين أبناء القبائل والحضر .. ومن التفرقة الطائفية بين الشيعة والسنة عبر وسائل الإعلام وعن طريق أشخاص يمارسون هذه التفرقة بكل أريحية وينفثون سمومها بين الشعب .. وما هو مؤلم أكثر والأدهى منه والأمر أن كل ذلك يحصل بمباركة ” الفراعنة ” وتشجيعهم وحمايتهم لتلك الأفاعي السامة .. فهم اما أنهم يرون ويعلمون ما يحصل ولا يحركون ساكنا وتلك مصيبة وأما أنهم أعمياء ولا يعلمون وتلك أعظم .
– ومن مظاهر التفرقة وتمزيق المجتمع ودلائلها  التي  ” خسفت ” بعاداتنا وتقاليدنا ظهور مصطلحات لم نكن نسمع بها من قبل وهي في حقيقة الأمر انعكاس للواقع المر الذي نعيشه من ” قبيضة ”  و ” انبطاحيين ” و ” صفويين ” و ” وهابيين ” و ” هيلق ” و ” بربر ” و ” داخل السور وخارجه ” وشتم وقذف الأعراض ووصف الناس بأقبح العبارات التي تصف الحال الذي وصلنا إليه مع الأسف !!
– أما فراعنة الكويت فهم السبب الرئيسي لكل ما يحدث و هم بعض الأشخاص ممن يمتلكون السلطة والنفوذ لكنهم في نفس الوقت ظالمون وجاحدون .. فتجدهم يطبقون القانون على أناس معينين ولا يطبقونه على غيرهم ويعتقلون أناس لتهمة ولا يعتقلون آخرين لنفسها .. يفعًلون القانون والدستور حسب مزاجهم أو ما تقتضيه مصالحهم وإرضائهم لفئة .. ويغضون الطرف عنه استعباطا أو تعمدا أحيانا تنقيصا وازدراء لشريحة أخرى .. فترى ذلك الفرعون الظالم لهدف ما لنفسه ومتبعا سياسة ” فرق تسد ” .. يتبنى له حاشية ” خريجة سجون ولها سوابق ” ويعطيهم تعليمات لينفذوها من شق الوحدة الوطنية وتمزيق الصفوف والتفرقة العنصرية والطائفية ضاربا بعرض الحائط مصلحة البلد وشعبه في سبيل تحقيق غايته اما لمنصب كان يحلم به أو لزيادة ثروته من أموال الشعب الغلبان .
– سياسة الفراعنة ” الكبار ” مع مرور الوقت سينتج عنها شعب فرعوني لا يطيق أحدهم الأخر ويبغضون بعضهم البعض ويظلمون أنفسهم بإطلاق التهم والشائعات والشتائم والتشكيك بولائهم .. وكل فرعون ” صغير ” سيبحث عن مصلحته مهما كان الثمن حتى لو تعدى على حقوق الآخرين أسوة بالفراعنة ” الكبار ” .
– أما ” قارونها ” إن جاز القول هم التجار الجشعين الذين لا يخافون الله ولا يخافون لومة لائم ويكيلون الميزان بمكيالين وينقصونه .. ويحتكرون السلع ويرفعون أسعارها كلما سمعوا أو ” شموا ” أن هناك زيادة مالية للشعب ” الغلبان ” وينهبون ما وراءهم وما دونهم لإملاء بطونهم جشعا وطمعا .. ولا غرابة في ذلك فهم مع ” الفراعنة ” تربطهم علاقة قوية ومصالح مشتركة .
– هذه التفرقة وتفكيك مكونات المجتمع وتمزيقه هي من ستهلكنا جميعا ولا سبيل لحلها إلا بالاستجابة لأمر الله ورسوله وتطبيق القانون بالعدل والمساواة وتوحيد كلمتنا وصفنا ونكون كالبنيان الواحد يشد بعضه بعضا .
– تزامنا مع هذه الأيام التي تمر بها الكويت من أعياد وطنية سطر شباب الكويت أجمل صورة تعبر عن الوحدة الوطنية فنحن مهما اختلفنا في الآراء وتنازعنا في وجهات النظر إلا إن حب الوطن يجمعنا .. نتمنى من ” الفراعنة الكبار ” أن يتعلموا ذلك من الشباب الوطني .
* همسات :
– يقول الله عز وجل : ” ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ” “واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ” .
– ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :” لا تختلفوا , فإن من كان قبلكم اختلفوا فهلكوا ” .
– لا يمكن للظلام إنهاء الظلام , فالنور فقط يمكنه ذلك ,, ولا يمكن للكراهية إنهاء الكراهية , فالحب وحده يمكنه ذلك .
* رسالة إلى من يهمه الأمر :
– يقولون كل شيخ له حاشية .. لكن من ديمقراطيتنا الحاشية أصبحت لها شيوخ .
– هناك شعوب تطالب بالتنمية .. وهناك شعوب تطالب بالعدل والمساواة وتطبيق القانون .. وبالكويت نطالب بالاثنين .
 كتبه / د.محمد العدواني