أقلامهم

رياض الصانع … “قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا “

هيبة المعلم الضائعة

رياض الصانع 
قم للمعلم وفه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولا.. هذه الكلمات التي هزت الكيان هزا لما حملته من صفات العظمة والرقي ومفهومها اللغوي تعني ذلك الإنسان الذي يلقن العلوم والمعارف المختلفة للتلاميذ بقصد تنشئة الأجيال بالمفاهيم الصحيحة والتقاليد الاجتماعية العريقة.
ان المعلم في المدرسة هو خير ربان للوصول إلى بر الأمان وأن كل معاني المثالية والصفات الحسنة التصقت بهذا المعلم، لأن المعلم كان ومازال هو الأب والأم والأخ قبل أن يكون معلما والجميع يلتمس منه وفيه ابدأ مظاهر التضحية والغيرة على أبناء مجتمعه قبل أبناء أسرته وكانوا يقولون دائما من علمني حرفا صرت له عبدا، أما الآن قليل من الناس يحترمون المعلم.
كاد المعلم أن يكون رسولا، كلمات غابت وفقدناها ونفتقدها على أمل أن نعيدها بأحسن صياغة وتركيب وإلى أن نعيدها علينا أن ندرك فحوى كلمات تقودنا إلى أن من علمني حرفا صرت له عبدا.
 الفرق شاسع وواضح بين طلاب زمان والطلاب هذه الأيام فالطالب في الماضي كان لا يجرؤ أن يمشي أمام أستاذه أو أن يرفع صوته أمامه أو حتى يطيل النظر في عينيه، أما الآن فالطالب على استعداد أن يعمل أي شيء فإنه ينظر ويجادل ويرفع صوته وقد يرفع يده أيضا في وجه أستاذه دون أدنى احترام لهذا المعلم أو تقدير له غير الهمز واللمز والسخرية من الجميع.
وهذا التمهيد ضروري جدا لبيان ما نشر بجريدة الأنباء يوم الثلاثاء الموافق 13/12/2011 تحت عنوان «تربوي اتهم ولي أمر بسبه داخل مقر عمله» وتفاصيل الخبر:
 تقدم مدرس إلى مخفر صباح السالم واتهم ولي أمر أحد الطلاب بإهانته أمام زملائه وقال المدرس ان ولي الأمر حضر للوقوف على أسباب تدني درجات ابنه وحينما أبلغه بأن أبنه مهمل دراسيا قام بالتلفظ عليه بعبارات معيبة وسجلت قضية سب وقذف، يجب أولا بيان المنظار القانوني للواقعة بأن المتهم يتعرض لعقوبة المادة 210 من قانون الجزاء بتهمة السب والتي تنص على أنه كل من صدر منه في مكان عام أو على مسمع أو مرأى من شخص آخر غير المجني عليه، سب لشخص آخر على نحو يخدش شرف هذا الشخص أو اعتباره، دون أن يشتمل هذا السب على إسناد واقعة معينة له، يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة واحدة وبغرامة لا تجاوز ألف روبية أو بإحدى هاتين العقوبتين، هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فقد ورد فضل العلم والمعلمين في أكثر من آية وحديث شريف، وكان أول ما أنزل على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهو الأمر الإلهي بأن يقرأ، كما يقول الحق تبارك وتعالى (يرفع الله الذين آمنوا والذين أوتوا العلم درجات) صدق الله العظيم. والسؤال الذي يطرح نفسه ما الذي حصل؟ لماذا وصلنا إلى هذا المستوى البغيض في التعامل مع بعضنا البعض، من المسؤول عن هذا الأمر؟ هل هو المعلم أم الطالب أم المجتمع أم الحياة الشريفة أم ضغوط الحياة؟ هل هي محاولات لإثبات الذات للبعض على حساب البعض أم أنه الفراغ؟ هل هو إهمال الأهل أم ضعف شخصية المعلم؟
وأخيرا نقول: لقد شهد التاريخ للمعلم بالرفعة والقداسة فكان تاجا على الرؤوس لا يجارى ولا يبارى فهو الأمين المستشار وهو الأب الحنون البار لدى الكبار والصغار فالمعلم ليس ممن يساعد طلابه على اكتساب المعارف والمهارات كما يهتم بصحبتهم وبتوافقهم الشخصي والاجتماعي وبآمالهم وطموحاتهم ويساعدهم ليكونوا أجيالا صالحين في المجتمع في كافة المجالات.