أقلامهم

صالح الشايجي : العاجزون العرب … والمأساة السورية

العاجزون العرب

صالح الشايجي 
العرب ومعهم جامعتهم العربية غير قادرين على حل المأساة السورية الدامية، وعلى السوريين عدم الاتكال على العرب في حل قضيتهم وعدم إضاعة الوقت لحفظ الأرواح البريئة التي تزهق كل يوم على أيدي قوات الجيش السوري الذي أثبت أنه أكثر جيوش العالم وحشية وتهتكا أخلاقيا.
أن ينسج السوريون أحلامهم ويبنوا آمالهم على مبادرات العرب الفاشلة فهذا يعني نزف مزيد من الدماء وزهق الكثير من الأرواح، لأنه لم يثبت وحتى الآن أن العرب يملكون القدرة على حل المشكلات العادية والسهلة والبسيطة فكيف إذن بالقضايا الشائكة والمعقدة والتي يمثل فيها الطرف الأقوى نظام وحشي مستبد ليس عنده استعداد للتراجع حتى لو كان الثمن أرواح السوريين جميعا؟!
لقد أثبتت المبادرات العربية الخاصة بالوضع السوري فشلها التام، بل إنها زادت الوضع تعقيدا وأدت بالنظام إلى ممارسات قمعية أكثر من ذي قبل، حتى بدت الأمور وكأن الجامعة تقف في صف النظام لا ضده. ولعل اختيار السوداني المشبوه الدابي كرئيس للمراقبين يعزز هذه الصورة.
المجلس الوطني السوري مجلس هيّن ليّن ناعم ليس في يديه مخالب ولا حتى أظافر، مجلس عاجز عن تقديم أي شيء للقضية السورية الممتدة منذ نحو عام، وهو بعيد تماما عن الواقع على الأرض السورية التي تنزف كل يوم دما شريفا، كما أن الفصيل الذي يرى الحل من خلال النظام هو بكل تأكيد فصيل تآمري يعمل لصالح النظام ولتطويل أمده في الحكم ولتمكينه من قتل المزيد من السوريين، ويأتي هذا الموقف التخاذلي الخياني تحت لافتة المعارضة ومناوأة الحكم، رغم هذه الانبطاحية الواضحة والمذلة. 
وهذا الوضع يحتم على الثوار السوريين تشكيل مجلس لهم من بين صفوفهم ويتكلم بلسانهم ويكون الممثل الوحيد لهم وسيكون أصدق من تلك التشكيلات الخارجية الضعيفة والمتلكئة والتي أثبتت الأيام أنها أقل كثيرا وأهون من شرف حمل لواء الثورة الشريفة التي صدقتها الدماء الطاهرة والأرواح الزكية.
أما الاعتماد على العرب فأرجو أن ينساه السوريون وينصرفوا عنه انصرافا كاملا وإلا لن تشرق الشمس على أرضهم ولن تجفف دماء شهدائهم.