أقلامهم

ذعار الرشيدي : التيار الليبرالي ضحية العقلانية … نجاح الإسلاميين لن يتكرر

الرقص السياسي على السلم

ذعار الرشيدي 
التيار الليبرالي في الانتخابات الأخيرة كان ضحية وقوفه «العقلاني» في منتصف الطريق، هكذا يقول أعضاؤه بعد خسارتهم في 3 فبراير الماضي، وبرر أعضاء التيار الليبرالي سبب وقوفهم في المنتصف او المنطقة الرمادية السياسية لأنهم يرفضون الوقوف المطلق الموالي للحكومة رغم أخطائها الفادحة، ويرفضون تماما الوقوف إلى جانب الحراك الشبابي النيابي الذي خرج إلى الشارع ليقول كلمته وينتفض ضد الفساد في ساحة الإرادة.
بهذا التبرير بدا التيار الليبرالي كمن رقص على السلم ـ كما يقول المثل المصري ـ «فلا اللي تحت شافوهم ولا اللي فوق شافوهم» لذا منيوا بخسارة سياسية تمثلت أضرارها في تقلص تمثيلهم الانتخابي إلى درجة متدنية جدا لم يشهدها أي مجلس سابق.
خطأ التيار الليبرالي ليس فقط الرقص سياسيا على سلالم المشهد السياسي، بل لأنهم ارتكبوا الخطيئة الكبرى في انهم وبدلا ان ينخرطوا في هم الشارع ويلتمسون سر الحراك في الشارع بدأوا بالتنظير والنصح والتوجيه، وهذا لا يليق سوى بالوعاظ فقط، ولا يليق بحركة سياسية تريد ان تسجل موقفا سياسيا يقترب من نبض الناس، كان التيار الليبرالي للأسف يصور نفسه وكأنه وأفراده هم وحدهم العقلاء في هذا الوطن، وان البقية ينتظرون منهم توجيهات الخلاص، فعاش أعضاء التيار الليبرالي دور القادة في حين ان الشعب كان ينتظر من ينخرط بين صفوفهم لمحاربة الفساد، ولكن اكتفى التيار الليبرالي بالتنظير من فوق ابراج عاجية، وكأن نوابه استكثروا او استكبروا النزول إلى الشارع فرد الناس لهم التحية بأسوأ منها في صناديق الاقتراع وعزلوهم من التمثيل النيابي.
المنطق يقول من لا يحس بالناس فليس منهم، والتيار الليبرالي للأسف ولسنوات وهو بعيد عن نبض الناس وهمومهم، فكان من الطبيعي ان يجافوه ويهملوه، ويتجهوا لمن يحس بهمهم او يقترب من نبضهم.
السياسة ليست عقلا خالصا، ولا هي عاطفة خالصة بل بين بين، الإسلاميون نجحوا لسببين تلمسوا هموم الناس ولعبوا السياسة على وجهيها العاطفي والعقلي وتحدثوا بلغة الناس، التيار الليبرالي تحدث بلغة لا يفهمها الناس لغة وسط بين التنظير والوعظ، والناس في الانتخابات الأخيرة كانوا يريدون من يتحدث بلسانهم لا من يتحدث بلسانه ليعظهم.
توضيح الواضح: نجاح الإسلاميين هذا العام وبعد انكشاف بعض من أعضائه الجدد لن يتكرر في الانتخابات القادمة لأنهم ومن خلال تصريحات بعضهم اللامسؤولة «تبين انهم مجرد «مقالب» لا أكثر.
توضيح الاوضح: عدد الأعضاء الذين ستنكشف أقنعتهم قبل الصيف 6 نواب، سترون انهم لم يكونوا على قدر ثقتكم التي وضعتموها في الصناديق، وقد انكشفت أقنعة اثنين وبقي 4، والله المستعان.