رياضة

اندفع للهجوم على حساب الدفاع فوجد الكوريون طريقهم للمرمى الكويتي
غوران …غامر

بعد السقوط أمام كوريا الجنوبية بثنائية نظيفة، وتوديع حلم المونديال البرازيلي.. كان لا بد من الوقوف على أبرز نقاط الضعف لدى الأزرق الكويتي، وتفاوت المستويات بين خطوطه.. جعل الفريق مرتبكًا، فالفريق في وضع الهجوم ليس هو نفسه في وضع الدفاع.

الخطأ الأكبر الذي وقع به الجهاز الفني بقيادة الصربي “غوران” هو دخوله المباراة بلاعبي ارتكاز فقط، رغم صعوبة الخصم والملعب، والمغامرة بالهجوم منذ البداية مع استهلاك اللاعبين للياقتهم البدنيّة طوال الشوط الأول، وعدم وجود الانسجام الواضح بين “فهد الأنصاري” الذي يلعب ببرود، و”طلال نايف” القوي بدنيًا.. هذا الثنائي كان بحاجة إلى “جراح العتيقي” كي يخلق انسجام أكبر بين ثلاثي الوسط الدفاعي، وإعطاء الهجوم أريحية أكبر في مناطقهم، دون التفكير في الدفاع، “العتيقي” كان بإمكانه أن يغطي تقدّم “فهد عوض” في الجهة اليسرى، “وطلال نايف” يغطي تقدّم “محمد فريح” في الجهة اليمنى.. وبهذا يوفّر الظهيريّن مخزونهم البدني بعدم العودة سريعًا بعد خسارة الكرة.
منذ البداية كان الكوريون يسعون لعزل الجناحين “فهد العنزي” و”وليد علي” عن الفريق بأكمله، كي لا يتمكن “بدر المطوع” من إيجاد من يبادله كراته، ويخلق له مساحات أكبر في العمق من الممكن أن يستثمرها “يوسف ناصر”، ولكن كل الطرق التي كان تؤدي إلى المرمى الكوري، جاءت من الأطراف، ومن مساحات ضيّقة في زوايا ضيّقة، حيث كان عمق الدفاع الكوري مغلق بإحكام طوال المباراة.
رباعي الهجوم (بدر المطوع – فهد العنزي – وليد علي – يوسف ناصر) أهلك نفسه كثيرًا في الشوط الأول، وبحماس فوق المعقول.. وكأن المباراة 45 دقيقة فقط، ومع وضوح ضعف العمق الدفاعي للأزرق، وعدم تأقلم “مساعد ندا” مع “يعقوب طاهر”، والفراغ الكبير الذي تركه غياب “حسين فاضل”، حيث كان يخشى “غوران” أن يخف ضغط الهجوم من لاعبيه، كي لا ينكشف دفاعه.
ولكن حدث ما كان يخشاه.. ومنذ بداية الشوط الثاني، ورغم فرصة “يوسف ناصر” الوحيدة الذي ردّتها العارضة، غاب الهجوم الكويتي بأكمله، وعرف الكوريون من أين تؤكل الكتف، وسجّلوا هدفيّن بسهولة دون مجهود يذكر.
في النهاية.. الجهاز الفني يتحمل مسؤولية لعبه بثنائي ارتكاز أمام خصم قوي بدنيًا وسريع في بناء هجماته، ودخول مثل هذه المباراة بهذه المغامرة الخطيرة، قد يكسبك احترام الخصوم، ولكنك ستفقد كل شي في أي لحظة، مع غياب تنظيم الخطوط الخلفيّة.