آراؤهم

أبناء الشيوخ وأبناء القبائل !

يُحكى أنه كان هناك شيخ يضايق ويتحرش ببنات إحدى القبائل وهو كان يستند على اسمه وكونه شيخا لم يستطع أبناء القبائل إيقافه أو رده وذات ليلة أتى إليهم ليلاً فما كان منهم إلا أن رموا عليه عباءة( بشت ) وضربوه وأثناء قيامهم بضربه كان يصيح ويقول أنا الشيخ فلان ابن فلان وهم يعلمون ولكن لذكائهم كانوا يردون عليه مستحيل أبناء الشيوخ لا يفعلون ذلك وعندما ذكر اسمه قالوا له وتنتحل اسم الشيخ فلان فضربوه حتى لم يعد إليهم.
——-
لوحظ في السنوات الأخيرة انحراف في المسيرة الديموقراطية بالكويت فبعد أن كانت هذه التجربة رائدة في المنطقة إلا أن ضيق صدر بعض أبناء الأسرة الحاكمة جعلهم يتدخلون مباشرة بالمعترك النيابي وذلك بدعمهم لبعض مرشحي مجلس الأمة حتي شاع في الكويت أن العضو الفلاني محسوب على الشيخ الفلاني؟
ولكن خلال السنوات الثماني الأخيرة كان التدخل بكثافة وذلك من أجل أن يوصل كل شيخ من هو محسوب عليه وصاحب هذه الحملة دعم إعلامي غير منصف تماماً وكان يقف دائماً بجانب بعض الشيوخ وأحياناً كان يضربهم ببعض ويهاجم بعضهم حتى وصل الأمر أن قام بعض الشيوخ بالهجوم على قناة فضائية وتحطيمها بالكامل.
و جاء اليوم الذي لم يكن بالحسبان وهو يوم نجاح كتلة أو أغلبية برلمانية سُميت كتلة إلا الرئيس والتي كان لها أداء سيئ للغاية صاحبه فساد إداري عم الدولة كلها وفساد مالي فاحت ريحته وسميت عمليته بالإيداعات المليونية!
وتحول مجلس الأمة إلي حلبة مصارعة معلنة بين الشيوخ اضطر خلالها احد الشيوخ إلى تقديم استقالته من الحكومة والتي لأول مرة يستلم الوزير فيها ثلاث وزارات بسبب تحول الوزارة إلى محرقة ! 
ولم يكتف بعض الشيوخ بتواطؤ مع بعض أهل الكويت المعروفين بحلبة المصارعة بل قاموا بتبني بعض الساقطين أخلاقياً و المشبوهين جنائياً وتقديمهم ليكونوا في الصفوف الأولى في البداية إعلامياً ثم تطور الأمر فأصبحوا يدعمونهم للوصول للبرلمان وتركز جل اهتمامهم وهجومهم على أعضاء مجلس الأمة والذي اطلق عليهم المعارضة وبسبب عجزهم عن هز صورتهم وإيقاف أعضاء المعارضة من التألق وبروز نجمهم على الساحة اتجه هجومهم على قواعد أعضاء المعارضة وهم القبائل لكي يضغطوا على أعضائهم.
كان الهجوم الغير معتاد والغير مألوف والمضايقة والتحرش بأبناء قبائل الكويت والذي استمر لسنوات حاول خلالها أبناء القبائل توصيل رسالة لمن يهمه الأمر أن” كفوا بعض الجهال عنا” ولكن للأسف لم يجدوا آذانا صاغية لهم والكل يشاهد ويعرف أن هؤلاء الجهال يعملون ويحتمون تحت غطاء حكومي واضح !
حتى جاء اليوم الذي ألقى فيه أبناء القبائل العباءة أو البشت على بعض أهل الكويت وضربوهم  ضربا حسيا ومعنويا أما الحسي فتمثل في  قيام الكويتيين والبدو خصوصاً بتظاهرة ضخمة لم تشهدها البلاد في تاريخها ، وأما المعنوي فتمثل في أخذ الحق باليد من خلال هجوم على قناة وحرق مقر بل وكاد أن يتطور ولكن لطف الله وقدره هو الذي أوقف الأمور عند هذا الحد وعندها صاح بعضهم وعلا صوته أنا فلان ونحن كلنا اخوان ولكن بعد فوات الأوان حيث كان الرد أن فلان الفلاني لا يمكن أن يصدر منه تصرفات هكذا.
يقول د/ علي الوردي…
إن المجتمعات التي تؤمن بتقاليد الآباء إيمانا قاطعا فلا تتحول عنها، تبقى في ركود وهدوء، ولا تستطيع أن تخطو إلى الأمام إلا قليلاً.
وهذا الذي آمن به بعض شيوخ الكويت ورجالها هذه الأيام فهم يعتقدون أن الكويت مازالت في الأربعينات والخمسينات وأن زمن الفداوية والبطش والتفرقة مازال موجودا وأن الأولوية بالكويت هي فقط للشيوخ ومن يتبعهم وأولاد الكويت الخُلص( عيال بطنها ) وأن الكويت حكر عليهم وعلى أولادهم!!
ولكن كان لتويتر والشبكة العنكبوتية وغيرها رؤية أخرى وكلام آخر وهذا الذي غير المخطط والتكتيك المعد والمدبر.
فهل وصلت الرسالة !!
ودمتم
بوعبدالله 
مطر فالح المصيريع
تويتر aboabduallh