أقلامهم

جاسم الشمري : لماذا وإلى أين؟!… حالة سياسية مختلطة

الأقلية المعارضة لماذا وإلى أين؟!

جاسم محمد الشمري
ليس مقبولا أن من كان يدافع عن الحكومة السابقة يدير للحكومة الحالية ظهره فقط لأن رئيسها تغير أو لأن الأكثرية النيابية تريد تفعيل العمل البرلماني بما يتيح الإنجاز بعيدا عن تغليب المصالح الذاتية أو التجاوز على نصوص دستورية ثابتة او لي أعناق النصوص للتناسب مع مرحلة أو شخوص بذاتها.
الأقلية البرلمانية الحالية تثبت من حيث لا تدري أنها لم تكن تسعى إلى الإصلاح بل وربما ذهب الظن بها إلى أبعد من ذلك في أنها كانت تتمترس خلف شخص لمصالح ذاتية لها وهو ما لا يستقيم وواقع الحال حيث وإن تغير شخص رئيس الوزراء إلا أن المصلحة العامة تبقى هي المحرض الأساس للعمل والتعاون والتنسيق.
التحالف الإسلامي الوطني على سبيل المثال لم يكن موفقا في الهجوم على الحكومة حينما اعتبرها النائب الفاضل عدنان عبد الصمد بأنها انبطاحية وأنها حكومتكم مخاطبا الأغلبية بذلك إذ احتفظ التحالف بمقعده فيها للوزير الفاضل فاضل صفر في حين لم يدخلها من المحسوبين على كتلة الأكثرية إلا النائب الفاضل شعيب المويزري وهي قراءة قاصرة من النائب عبدالصمد لمجريات المرحلة المقبلة واصطفاف في غير محله ولا يليق بتاريخه الوطني وعطائه خلال الأعوام الماضية.
وكما لم أفهم هذا الاصطفاف غير المقبول وجدت أن الزاوية التي اختار النائب الوطني محمد الصقر النظر بها إلى الأغلبية لا تستقيم مع ما كان يطرحه من قبل عن المعارضة الراشدة التي تسعى إلى الإنجاز إذ كان يفترض وهو يخاطب الأكثرية بقوله: نقول لكتلة الـ 35….. أن يكون النائب رقم 36 في هذه الأكثرية التي تسعى جاهدة لتأسيس معارضة راشدة وفي حدود المؤشرات الدنيا لها ما أعلنته من أولويات لها وما اختطته من تغليب عنصر التهدئة على خطابها السياسي ودفع الأمور إلى استقصاء الحقائق بدل الذهاب إلى قتل الناطور قبل كل شيء.
المرحلة المقبلة تريد قراءة واعية من الحكماء أما الانزواء بعيدا عن حركة الأكثرية والاصطفاف مع أقلية تعارض دون هدف محدد فهو حالة سياسية مختلطة ولا يمكن التنبؤ بما يمكن أن تؤدي إليه من استقطابات المجتمع في غنى عن إيقاد فتيلها.