أقلامهم

مبارك الذروه : قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل!!

لن ننسى…

د. مبارك الذروه 
ذاكرة السوريين الأحرار لن تنسى موقف الشعب الكويتي حين قال كلمته بحق الاعتراف بالمجلس الوطني السوري الانتقالي. لأن ذاكرة الشعوب لا تمحى. يخلدها التاريخ ويحفرها الزمن.
ولن ينسى الشعب السوري من وقف مع الظلم والباطل بسبب التعصب المذهبي والطائفي المقيت!
تماما كذاكرة الكويتيين التي تلتفت إلى الوراء كل عام وتقلب صفحات الزمن لتراجع الاعتداءات الغاشمة على عروس الخليج، حتى دوّن التاريخ الحديث من جراء ذلك عاصفة الصحراء التي لن ينساها الشعب الكويتي أبدا.
ان الاعتراف الذي حظيت به المعارضة السورية والمجلس الانتقالي من مؤتمر أصدقاء سورية في تونس هو احدى الرصاصات القاتلة في جسد النظام الفاشي المجرم بسورية..وهو الموقف الذي لن ينساه السوريون حين يتنفسوا الحرية ويعانقوا هواءها الطلق..
واليوم نشهد موقفا دوليا مصيريا وهو اعتراف الاتحاد الاوروبي بالمجلس الوطني الانتقالي الذي تمخض عنه النشاط المهم والتحركات السريعة لمكتب المجلس مع دول الاتحاد لتجرم كل من يدعم النظام السوري بالسلاح او يحاول فك عزلته، مما افقد النظام السوري البعثي عقله واتزانه وازداد بطشه وتوحشه، وهو مؤشر نهاية كل نظام..!
 
قريبا في هذا الشهر سيتجمع أصدقاء سورية في اسطنبول ليغلقوا هذا الملف وليقولوا للعالم ان دولة الظلم آلت الى زوال..!
علينا في الكويت ألا نتخلى عن اشقائنا في سورية ونسعى لدعمهم المعنوي والمادي وهو اقل ما يقدمه الاخ لإخوته..! 
*
الذاكرة الكويتية نشيطة، يسهل استدعاؤها اذا لزم الامر…لتقفز على السطح… وتتحدث..! يبدو ان البعض لا يزال يعيش على أطلال الحكومة السابقة، ويردد قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل!!
وفي العلوم النفسية هناك مفهوم ( التكيف) لمن لا يستطع ( التوافق) مع مخرجات الشعب الكويتي الحر!
انصح كتلة الأقلية ان تحاول الانسجام مع الغالبية لمصلحتها اولا ثم لمصلحة الكويت والإقليم ثانيا! الكويتيون اليوم يريدون العنب! يبحثون عن الاستقرار. علمتهم المجالس السابقة الفرق بين من يبكي ويتباكى! وهناك حزمة قوانين لا بد ان ترى النور ومن يقف في طريقها كمن يسد طريق المستقبل..
*
الذاكرة الكويتية أيضاً لا تنسى مواقف من خذلها حين سرقها لصوص المال العام بصمتهم ولي أعناقهم! والشعب الكويتي لا يزال ينتظر محاسبة من سرق ماله وضيع مستقبله.. هناك مسؤولية تاريخية تقع على عاتق لجان التحقيق في مجلس الامة خصوصا لجنتي التحويلات والايداعات!!
أموال الكويتيين التي نهبت ولا تزال تنهب على يد من ادعوا الشرف والأمانة من نواب وعملاء. أموال الشعب التي كان اولى ان تصرف في تعليمهم وعلاجهم واسكانهم. الذاكرة الكويتية لا يجب ان تموت لأنها ان ماتت فستموت كرامة الكويتيين على يد اللصوص.. ولن يحييها سوى صناديق الاقتراع مرة اخرى!