أقلامهم

سلوى الجسار : التعليم مفتاح التكوين الفكري للمواطن

التربية من أجل التعايش السلمي

د.سلـوى الجسـار
يُجمع العالم على أهمية التعايش السلمي ونبذ الصراع وتأكيد الحوار واحترام الرأي الآخر والالتزام بالقانون كما يجب ان نتفق على وجود قيم مشتركة تحدد مسار السلوك اليومي للأفراد على الرغم من اختلاف التوجهات والأفكار، انه هدف وروح المجتمعات المتحضرة التي تعمل على ممارسة مفاهيم وثقافة المواطنة الصالحة.ولعل المستفيد الأهم هم الشعوب أنفسهم وعلى وجه الخصوص الأطفال والشباب الذين يبحثون عن الأمن والأمان من اجل تربية أفضل.
ان التحولات التي مرت بها الكويت تركت العديد من الآثار السلبية في مختلف النواحي الحياتية وفرضت آثارها على قادة التربية والتعليم والاعلام وعليه يجب على أصحاب القرار اعادة النظر في الخطط والسياسات العامة وعلى الأخص السياسات التعليمية والبرامج التربوية حيث ان التعليم هو مفتاح التكوين الفكري للمواطن والتعليم المدرسي هو أداة لانتاج وتنمية المواطنة واكساب الطلبة قيم الولاء والانتماء.فالطلبة بحاجة الى اعادة النظر في محتوى المناهج الدراسية وتطوير أساليب التدريس وادخال مسارات تعليم جديدة ذات جودة عالية تواكب الاحتياجات والمستجدات الحالية والاحتياجات المستقبلية عملاً وليس قولاً.
نحتاج الى تعليم قادر على تنمية قدرة المتعلمين للتعامل مع المتغيرات المعاصرة، نحتاج الى مخرجات تعليم قادرة على التكيف والتعامل مع متطلبات سوق العمل والعصر الذي نعيش فيه، تعليم يساعد الطلبة على اكتساب مهارات تساعدهم على مواجهة المشاكل والمواقف بصورة عملية وموضوعية بعيدة عن التطرف أو اللامبالاة أو التبعية، نحتاج الى تعليم يعزز كفاءة المتعلم ليتقبل الرأي الآخر ويساعده على التعايش بسلام مع الآخرين ويكون قادراً على تحمل المسؤولية الاجتماعية وأن يكون التعليم أداة للوحدة الوطنية في مجتمعنا المدني.ان الاصلاح والتغيير الذي نتطلع له لمواجهة ما نحن به وما سنواجهه يحتاج منا العمل الكثير للوقوف أمام التحديات والممارسات المتطرفة لازالة التمييز بين الناس.ان التربية التي ننشدها يجب ان تكون عملية وقائية وتحتاج للمحافظة عليها.
ان التربية الوطنية المنشودة هي تربية تتصدى لجميع أشكال العنف والتطرف لكي نعيش ونتعايش بسلام، ولهذا يجب على مدارسنا ومؤسساتنا التربوية ان توجه الطلبة الى أهمية المعرفة واتقان المهارة وترسيخ قيم المواطنة منذ الطفولة فالطلبة بحاجة الى بعضهم البعض وحبهم لبعض فهذا احد أهم أهداف التربية.
ان التغيرات الاجتماعية تحتم على الدولة جعل نوعية وجودة التعليم من أهم أولوياتها لانتاج كوادر متعلمة مستوعبة المسؤولية المدنية والسياسية.
«ولنتذكر انه من أسباب آلامْ الناس هو صراع أنصاف العلماء الذين تربوا بعيداً عن تربية ثقافة التسامح والحوار والتعايش السلمي».