كتاب سبر

“صعود القذارة” ينتهي بالسقوط

همهمة جديدة اسعى من خلالها إلى الابتعاد عن تعرض العقل المستمر لأسئلة الماهية والتي تسبق الكيفية في -الهذرلوجيا- السياسية ،وكأننا في حفلة زار الكل يرفع دفوف التأثير لفكرة عقيمة متعلقة بمصادر الصراع والاختلافات الانسانية تحت مسمى الانثروبولوجيا السياسية .
 كانت البطة تتحدث مع الثور فقالت له : ليتني أستطيع بلوغ أعلى هذه الصخرة ،أجاب الثور ولم لا ؟ يمكنني أن أضع لكِ بعض الروث حتى يساعدك على الصعود ،وهكذا كان اليوم الأول ،سكب الثورُ روثه بجوار الصخرة فتمكنت البطة من بلوغ ثلثها ،وفي اليوم الثاني ،حثا الثور روثه في نفس المكان فاستطاعت البطة الوصول لثلثي الصخرة ،وفي اليوم الثالث كانت كومة الروث قد حاذت قمة الصخرة ،سارعت البطة للصعود ،وما أن وضعت قدمها على قمة الصخرة حتى شاهدها صيادٌ فأرداها .المغزى من القصة هي أنه يمكن للقذارة أن تصعد بك إلى الأعلى ولكنها لن تبقيك طويلاً هناك. 
 الصعود للقمة يصحبه هبوط للهاوية إذا كان هذا الصعود لم يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالتدرجات المتسلسلة الواحدة تلو الأخرى ،لتتكامل الخطوات على علم ومعرفة ودراسة تامة لما يحيط بنا من تأثيرات داخلية و خارجية قد تهوي بنا عند أول ارتفاع ،كما طلت البطة عند ارتفاعها الأول دون أن تدرك وتعي ما قد يواجهها بعد هذا الصعود ،وكذلك انت عزيزي القارئ من يحدد أما أن تكون في القمة أو القاع ،فعليك منذ البداية أن تثق بالله وتحسن التوكل عليه ،وأن تعزز ثقتك بذاتك بالشكل الصحيح مع العزيمة والإصرار وعدم اليأس والاجتهاد ،لتكون بذلك قد هيئت كل ما يلزم للتقدم على طريق القمة .
 
القمم تختلف بأشكالها وتتوحد بطريقتها ،فالوصول إلى قمة العلم والعمل والأخلاق والبر والرضا … تحتاج جميعها إلى ما أسلفنا ذكره ،يقول الدكتور إبراهيم الفقي رحمه الله :” حتى تكون من أهل القمة لا تتكلم أي كلام والسلام ،لا تصاحب أي صاحب والسلام ،لا تحب أي حب والسلام،ولا تتزوج أي زوجة والسلام ،فان ارتضيت أن تحيا في الزحام بين زحام العاديين ستحيا وتموت عادياً بلا أثر ،وإن اخترت القمة فستكون بالتأكيد من أهلها “.
 
 الموقع الرسمي للمهندس | وليد المجني
  http://www.almujanni.com