أقلامهم

أحمد المليفي : لا اتفق مع السعدون

جلسات مؤلمة

أحمد المليفي 
لا استطيع أن اصف جلسات مجلس الأمة الأخيرة التي عقدها المجلس في بداية دور الانعقاد إلا أنها جلسات مؤلمة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى. 
لقد جاء هذا النزاع الطائفي القبلي في وقت والكويت كلها تحتفل بأعيادها الوطنية وأعياد التحرير حيث تجلت لحمتنا الوطنية في بقاء هذا الوطن واستمراره. وفي صد الاعتداء الصدامي الغاشم وأعوانه. 
لقد جاءت هذه الجلسات بعد أيام قلائل من دعوة تنادى لها الشباب الكويتي بكل فئاته وأطيافه ليسطر من معركة بيت القرين ملحمة تاريخية بالوحدة الوطنية، والعطاء المطلق، والولاء الوحيد لهذا الوطن. وللأسف معظم أعضاء مجلس الأمة ممن شاركوا بشكل أو بآخر في جلسات الألم المحزنة كانوا قد صرحوا أو شاركوا في ذلك اليوم وتحدثوا عن الوحدة الوطنية. 
أنا لا اعرف كيف سيفكر الشباب اليوم بكل أطيافهم بعد أن رأوا ما دار في المجلس من ممثليهم، وما صدر عنهم من أقوال أو أفعال تنخر في جسد هذا الوطن وتدق إسفين الفرقة والتناحر بين أبنائه. 
كيف سندعو الشباب إلى مزيد من الوحدة الوطنية، ومزيد من العطاء لأجل هذا الوطن؟ وهل سيصدقون بعد ذلك الوعود البراقة، والكلمات الرنانة، التي تتغنى بحب الوطن والولاء له والانتماء الوحيد لترابه وتقديم مصالحه على كل ما عداها من أمور؟ .
أنا اعتقد أن ما حدث قد تجاوز الخطأ إلى الخطيئة، احدث شرخا في العقول والنفوس قبل كل شيء وعلي الجميع خاصة أعضاء مجلس الامة العمل على ترميم ما اقترفوه من ذنب في حق الوطن والمواطن، كما أنني لا اتفق مع ما قام به رئيس المجلس من السماح بعرض الجلسة كاملة على التلفزيون ليزيد الطين بلة، فهذه الجلسة ليس فيها ما يدعو الى الفخر والاعتزاز. بل كان من الأولى به ان يمنع نشرها لحصر اضرارها، وحتى لا تنتشر سموم ما ورد بها من أفكار على الجميع خاصة الجيل القادم.