أقلامهم

أحمد المليفي : الكبار يلعبون بأعواد الكبريت

عبث الكبار وجدية الصغار

أحمد المليفي
ما يحدث اليوم على الساحة السياسية في الكويت أمر محزن ومقلق ففيه تحولت الأدوار وانقلبت الموازين. 
العقل والمنطق يقول ان الكبار والقادة هم الأكثر حرصا على الاستقرار والنظر للبعيد والعميق من الأمور عندما تتضارب المصالح وتتقاطع الأهواء. 
الكبار والقادة وما يمكن أن يطلق عليهم رجال دولة المفترض ان يكونوا هم الأكثر انضباطا عندما تنفلت الأمور أو تكاد، والأكثر تعقلا وكبحا للنفس عندما تطغى العواطف وتهيج المشاعر. فتكون قراراتهم متزنة، ومواقفهم متفهمة للواقع الذي يعيشونه والمستقبل الذي يرجونه لوطنهم وأبناء وطنهم. 
ولكن ما يحدث عندنا اليوم هو عكس ذلك تماما فالكبار أصبحوا أو أصبح معظمهم وقودا للفتنة ومصدرا من المصادر الرئيسية لتهييج العواطف واقتناص المواقف المثيرة للجدل والمحققة للمزيد من الفتنة والفرقة. 
الكبار اليوم بدل أن يخمدوا الفتن في مخادعها أصبحوا يتنافسون بل يتفننون في ايقاظها وسكب الزيت على ما تبقى من نيرانها.
 
الكبار لم يعودوا كبارا بل أصبحوا كالأطفال يلعبون بأعواد الكبريت في مخزن مليء بكل أشكال وأنواع مواد الاشتعال، وقد استهوتهم اللعبة حتى أعمتهم عن الخطر المحدق بهم. وهم لا يعلمون بأنها يمكن وفي اي لحظة تشتعل فيهم وفي الآخرين من حولهم. 
نحن في واقع انقلبت فيه الموازين وتبدلت فيه الأدوار، فبدل أن يكون الكبار مركزا للعقل والتعقل في ادارة الامور والبعد عن دعوات التطرف ايا كان نوعها او شكلها، نجدهم ينجرفون نحو مزيد من الفرقة والصراعات. 
في المقابل نجد الشباب ينشط محاولا ترميم ما أتلفه الكبار. يعقدون الندوات والمؤتمرات ويدعون لتجمعات الوحدة الوطنية.
 
والشباب الذين اذا انجرفوا يمكن ان نتجاوز عن بعض هفواتهم، فهم أصحاب العواطف الجياشة، والهمة العالية، والطاقة النشطة. مع ذلك نجد الشباب اليوم يحكمون العقل وينشرون ورود المحبة والوحدة لهذا الوطن وبكل فئاته.
اللهم ابعدنا عن عبث الكبار والهمنا جدية الشباب وبراءة الأطفال.