أقلامهم

عبدالهادي الجميل : بومهدي لا أظنّك ساذجا كي تبلع طعم «بوحمود»

بومهدي.. ابتسم للكاميرا

عبدالهادي الجميل 
انطلاقا من متابعتي لمسيرتك النيابية الممتدة لـ 13 سنة متواصلة، واعتمادا على كونك نائب خدمات في الفترة الممتدة من(1999م وحتى 2006)، وتأسيسا على تحوّلك بعد ذلك إلى نائب حكومي مصوقر حتى (2009)، واستنادا على انضمامك إلى كتلة(إلاّ الرئيس) ثم إحالتك للنيابة العامة في قضية الإيداعات المليونية الشهيرة؛ يسعدني ويبهجني ويثلج صدري بل ويشرّفني أن أعلن-وأنا مغمّض عيوني- معارضتي الشرسة والراسخة للاستجواب الذي قدّمته أمس أو تنوي تقديمه  لرئيس الوزراء أو لأي وزير في الحكومة الحالية أو الحكومة القادمة أو الحكومة التي تلي القادمة أو أي حكومة ستأتي خلال حياتي وحياتك.
لم أعد قادرا على الوقوف إلى جانب أي استجواب، اعترف بأنك وكتلة العقلاء و مجموعة إلا الرئيس وصحافة الأيتام وقنوات العُملة؛ قد نجحتم بالسنوات السابقة في تدجين فكري حتى أصبحت أشكك بولاء وانتماء أي نائب يقدّم استجوابا، وصرت أسمّي رئيس الوزراء بـ«اختيار سمو الأمير»، وأنعت المستجوب بالتأزيمي نهارا والغوغائي ليلا، وأصبحت أرى المؤيدين للاستجواب؛ خونة ينفّذون أجندة خارجيّة!
أصدقك القول يا”بومهدي” لن أغيّر موقفي من الاستجواب مهما كان  مستحقا وواجبا، فأنا تعلّمت منكم أن أقدّم مصلحة طائفتي على مصلحة وطني، ولهذا لا أجد سببا للنظر في محاور الاستجواب، ولكني سأنظر مليّا لابتسامتك للكاميرات خلال تقديمك طلب الاستجواب لأمين مجلس الأمّة، لأنها ابتسامتك الأخيرة حتى الانتهاء من جلسة  الاستجواب التي ستواجه فيها هجوما شرسا من”غلاة التكفيريين” كما تصفهم، من أمثال أسامة المناور، محمد هايف، ووليد الطبطبائي، ولن يكون ذلك دفاعا عن رئيس الحكومة، بل تقرّبا إلى الله وابتغاء لمرضاته وطلبا لجنّته. هؤلاء لا يجيدون اللعبة السياسية كما يجيدها مسلّم البراك التأزيمي الأشهر كما وصفتموه، “ابوحمود” نغزك نغزة قويّة جدا في تعليقه على استجوابك، فهمتها؟
يقول-الله يقطع شيطانه- دون أن يصرّح طبعا؛ انك من نوّاب”إلاّ الرئيس”، وانك كنت دائما ضد الاستجوابات، ومع تأجيلها، ومع إحالتها للجنة التشريعية وللمحكمة الدستورية، ومع شطبها من جدول أعمال المجلس، واذا مافيه فايدة والاستجواب صاير صاير، يقول انك تصوّت مع الجلسة السريّة، ثم تعلن تعاونك-في الأخير- مع رئيس الوزراء حتى لو كان نائما في الجلسة، ومع هذا يقول مسلّم انه بيوقف مع حقك الدستوري!!
لا أظنّك ساذجا كي تبلع طعم «بوحمود»، تراه بعير وحقود سياسيا، ولا أظنه نسى ما قلته قبل 3 أشهر يوم وصفت استجوابه لرئيس الوزراء السابق بخصوص الايداعات النيابية المليونية بأنه غير دستوري لأنك ترى بأن المفروض يُستجوب وزير المالية وليس رئيس الحكومة، والحين تقدّم نفس الاستجواب لرئيس الوزراء الجديد!
أنصحك يا “بومهدي” بأن تبادر من نفسك لتطلب تحويل جلسة الاستجواب إلى السريّة، ولكن ليس من اجل عيون رئيس الوزراء كما كنت تفعل في السابق، ولكن من أجلك أنت، لأن الجلسة ستكون استجوابا لك لمعرفة كيف انقلبت خلال 3 أشهر فقط من نائب عاقل إلى نائب تأزيمي لا يحترم اختيار سمو الأمير.