أقلامهم

أحمد المليفي:الخلافات أصبحت ذات طابع طائفي وقبلي

مسؤولية الرئيس

أحمد المليفي
احد أسباب اختلافي مع الأخ رئيس مجلس الأمة في مجلس 1996 هو طريقة ادارته المجلس والجلسات. فقد اتخذ الأخ الفاضل احمد السعدون موقفا سلبيا في ادارة المجلس والجلسات حيال من كان يريد اضاعة الوقت واطالة أمد النقاش من خلال نقاط النظام غير المبررة، فضاعت الكثير من الساعات بل من الجلسات دون تحقيق شيء يذكر. اضافة الى طبيعة التعيينات والانتدابات التي كانت تتم من دون حسيب ورقيب، حتى أن ممرات المجلس أصبحت مكاتب لبعض الموظفين الذين تم انتدابهم من غير حاجة الا واسطة بعض النواب.
 
وعندما كنت أتناقش مع بو عبدالعزيز عن هذا الموضوع كان يردد اذا أرادوا أن يخربوا الجلسة فلهم ذلك ولن أطبق عليهم اللائحة فهم ليسوا أطفال مدارس. 
اعتقد اليوم الموضوع يجب أن يختلف تماما. فاذا كان الخلاف في السابق يقوم على أساس نقاط النظام وقضايا جانبية. فان الموضوع اليوم يختلف، فالخلافات أصبحت ذات طابع طائفي وقبلي تجاوز في آثاره حدود المجلس وأبوابه وحيطانه الى حيطان المجتمع فهزها، وبنيان الدولة وقد يقوضها. 
اليوم مسؤولية رئيس المجلس تتجاوز مجرد ادارته الجلسة، الى ادارة المجلس ككل وتوجيه أعضائه، لا سيما ان الفاضل بو عبدالعزيز يملك القدرة على ذلك. 
وعندما أقول مسؤولية الرئيس لا اعني فقد أن يكون حازما في الجلسة ويطبق اللائحة وعقوباتها على المخالفين وهو امر جيد ومطلوب. وانما المطلوب كذلك أن يكون لرئيس المجلس دور في تهذيب النقاش وتوجيه، وتصفية النفوس وتقريبها قبل الدخول في الجلسة. 
نعم نحن نعرف أن هناك خلافات مستحكمة بين بعض أعضاء المجلس ومنهم الرئيس مند أمد، ولكن اليوم الخمسين شخصاً هم أعضاء في المجلس وزملاء عمل سيعملون لمدة فصل تشريعي كامل، وأصبحوا شئنا أم ابينا يمثلون الامة مهما اختلفنا معهم ومع اطروحات بعضهم وعليه يجب التعامل معهم على هذا الأساس. 
يجب ان تكون هناك اجتماعات خاصة يدعو لها الرئيس تناقش فيها القضايا بعيدا عن الاعلام والصحافة والاثارة. يتفق فيها على بروتوكول يقضي بعدم طرح الخلافات ذات الطابع الطائفي والقبلي. يتفق فيها على حد ادنى من مسؤولية النقاش والحوار. يتفق فيها على الحد الأدنى من الأولويات التي تهم الوطن والمواطن.
وهذا طبعا لا يمنع الاختلاف ولكن بحدوده المسموحة. ولن يمنع الصراع السياسي ولكن في نطاقه المعقول. 
نتمنى بعد ذلك أن نشهد صراعا واختلافا على قضايا الانسان والتنمية، على أهمية بناء مساكن للشباب. أتمنى ان نشهد خلافا على كيفية بناء مستشفيات للمرضى. وان نشهد تعاونا على كيفية توفير فرص عمل للخريجين. يمكن ان يتحقق ذلك اذا توافرت النية الصافية والادارة الحازمة.