أقلامهم

وائل الحساوي : لعبة تبادل الكراسي يتقنها نوابنا الأعزاء … وتظل قصة (توم اند جيري)

 توم اند جيري في مجلسنا

د. وائل الحساوي 
استطاع النائب صالح عاشور ان يتصرف بذكاء لخلط أوراق المجلس وذلك بتقديم استجوابه لرئيس مجلس الوزراء، فهو يدرك بأن غالبية مجموعة الـ 35 لا تستطيع ان تتصدى لاستجوابه لأنها كانت تمثل قمة المعارضة وتستجوب من تشاء من دون حساب فكيف تتحول بين ليلة وضحاها الى الموالاة؟! وقد قالها النائب مسلم البراك بأننا نرفض ان نكون من حزب «إلا الرئيس»، ونخشى ان يؤدي تباين المواقف من الاستجواب الى انشقاق الكتلة حتى قبل ان تقوم بأي إنجاز يذكر.
قد يقول قائل إن كثيرا من المخالفات التي طرحها عاشور في استجوابه هي امتداد لعهد الشيخ ناصر المحمد فلماذا سكت عنها عاشور ودافع عنه بينما جاء الآن ليحاسب رئيس الوزراء الجديد؟ والحقيقة هي ان كثيرا من النواب يرون بأن استجواباتهم هي عبارة عن قضايا سياسية لا دخل لها بالمبادئ، ولئن كنا نلوم عاشور على تلاعبه بتلك الأداة البرلمانية الراقية وتسخيرها لمصالح شخصية فإننا نلوم كذلك نواب المعارضة السابقين الذين أشعلوا البلد باستجواباتهم وبرروا أعمالهم بأنها من أجل المصلحة العامة، ثم جاءوا الآن ليتحولوا الى موالين ظانين بأن الناس ستغفر لهم وتعذرهم!! وهكذا تدور رحى السياسة بهذه الطريقة المنفرة، والضحية هو كالعادة ذلك الوطن المسكين.
عندما يذكر عاشور في محاور استجوابه (رئيس الوزراء قصّر في عمله على نحو لم يعد قادرا على تحمل مهامه الدستورية او إدارته لملف الفساد، وعدم الجدية في تطبيق القانون) فإننا نتساءل عن الفترة التي قصّر فيها بعمله وهو لم يمض عليه حتى أسبوعان!! ولماذا ذكر عاشور وقائع من مخالفات المجلس الماضي الذي لا يتحمل فيه الشيخ جابر مسؤولية التقصير؟!
كذلك فقد كان من محاور الاستجواب ان الشيخ جابر حوّل للنيابة أشخاصا وترك آخرين حول موضوع الايداعات المليونية، وهذا أبلغ دليل على الشخصانية في الاستجواب وكأن عاشور يقول: لماذا حولتموني الى النيابة وتركتم غيري؟!
أما انتقاد عاشور للشيخ جابر على عدم تقديم الحكومة لبرنامج عملها فور تشكيلها فهو وإن كان من صميم نصوص الدستور ولكن هل يستحق ذلك التقصير استجوابا لرئيس الحكومة وهو مازال في مرحلة تنظيم صفوف حكومته والعمل على انسجامها، كما ان بعض وزرائه، مازالوا يتلقون التهاني على التعيين ولم يعرفوا شيئا عن وزاراتهم؟!
إذاً، فالاستجواب هو محاولة من عاشور لخلط الأوراق وقد يستغله عاشور أو غيره – حتى نواب المعارضة السابقة – ورقة للتكسب من خلالها، ولا أستبعد دخول الكثيرين على الخط وتظل قصة (توم اند جيري) ماثلة في أعيننا ونحن نرى لعبة تبادل الكراسي التي يتقنها نوابنا الأعزاء، ولا أستبعد ألا يجد رئيس الوزراء من يقف معه عند طرح الثقة لأن الجميع يريد أن يكسب!!