عربي وعالمي

هناك اوهام بالنسبة لوضع المرأة اللبنانية
فهيمة شرف الدين : لبنان في اسفل السلم… و شكل المرأة لا يحدد مكانتها في المجتمع

قالت الدكتورة فهمية شرف الدين (استاذة علوم اجتماع في الجامعة اللبنانية وناشطة في الفكر الاجتماعي والسياسي) : “ان وضع المرأة اللبناني لجهة الحقوق الاجتماعية يتميز بالدستور وقانون العمل كان بالعام مساواة ويبدو وكأن هناك مساواة في المنافع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان، ولكن عندما يدرس الباحث التفاصيل يظهر بوضوح ان لا مساواة ابدًا.
على سبيل المثال في بعض القضايا التي حققنا فيها عدم التمييز كقضايا المرأة والضمان بصرف النظر عن وضع زوجها الذي كان يشترط فيه بالسابق ان يكون معاقًا لا يعمل، على شرط الا يكون هناك استفادة من القطاع العام مرتين، والامر الثاني الذي لم يتحقق، وما زال مجالاً للنضال، هو الضريبة اولاً على الرواتب اذ لا تزال المرأة تعتبر تابعة وبالتالي تدفع وكأنها عزباء عندما تتزوج لا يتم خفض الضريبة عليها وكذلك التقاعد اذ لا تستطيع ان تورث اولادها تقاعدها، وهناك اشياء كثيرة في قانون العمل وبالاجتماعي يبرز بالاقل حساسية كذلك قانون الاحوال الشخصية حيث نحن امام سد منيع للحؤول دون اي امكانية للمساواة بين المرأة والرجل في علاقاتها باولادها او العلاقة بالارث او القضايا الاخرى المتصلة بالوجود الاجتماعي لها، وتقع قانون العقوبات بما يعتبر جرائم شرف او زنا، وهي لا تزال غير متساوية المرأة وفيها. كذلك لا يزال موضوع العنف ضد النساء الموضوع الابرز اليوم والذي نناضل من اجله “.
اما المسألة الثالثة ذات الاهمية القصوى فهي الجنسية التي لا تستطيع المرأة اللبنانية اعطاءها لاولادها اذا تزوجت من اجنبي، بعكس الرجل، وتحول المرأة الى مواطن من الدرجة الثانية.
حقوق سياسية 
وعن الحقوق السياسية التي  حصلت عليها وما الذي تطمح للحصول عليه المرأة اللبنانية قالت شرف الدين:
“لبنان من اوائل الدول التي اعطت الحق السياسي في العام 1953 ان تكون ناخبة ومنتخبة وفي كل المراكز السياسية، ولكن عمليًا لم تحصل على ذلك بسبب القيم الثقافية، والوضع الاجتماعي للمرأة يحدد كتابعة في الاسرة وفي كل الاماكن ومن المستحيل بمفهوم المجتمع اللبناني ان تكون قائدة سياسية، لان المشاركة في الحياة السياسية تستلزم تحرير وجود المرأة وكيانها المستقل.
تغيير قيم 
وهل لبنان يحتاج الى تغيير كل القيم المتعلقة بوضع المرأة، تجيب شرف الدين:
“طبعًا لا يمكن ان يتغير وضع المرأة الا اذا تم العمل على صورة اخرى لها تضعها على حدود المساواة مع الرجل، نحن بحاجة ان نشتغل على المستوى الثقافي لسببين، اولاً المساوة لان الثقافة اللبنانية لا تؤمن بالمساوة وهي ليست قيمة فعلية في المجتمع اللبناني، وهذا يجب ان يطال كل المجتمع بجميع طبقاته لان هناك نوع من الاحساس بالتمايز ليس فقط بين الرجال والنساء على اساس الجنس بل ايضًا على اساس الغنى والعرق، وهناك عنصرية ناشئة نتيجة لعدم سيادة مفهوم المساواة.
وصورة المرأة لا تزال مكونة بالكثير من الصفات التقليدية وكأن المرأة لم تصبح أكثر تعليمًا وقدرة ونشاطًا حتى في العمل، ولا تزال المرأة بصورتها بعيدة عن افعالها واقوالها.
ونحن بحاجة ماسة الى تغيير القيم الثقافية والتطلع نحو بناء ثقافة متساوية لتعيد بناء صورة المرأة بشكل يخدم مصالح المجتمع.
تأخير
ولدى سؤالها ما الذي يؤخر المرأة اللبنانية في نيلها كل حقوقها، تقول شرف الدين:
” البنية الاجتماعية والثقافية من جهة وتطور النظام، ففي لبنان ليست المرأة وحدها من يميز ضدها بل هناك الرجال ايضًا لان هناك نظام سياسي محافظ يعيد انتاج نفسه، ونظام طوائفي ومحاصصة، والمرأة هي المستفيدة الاكبر من الديموقراطية وتحويل الوطن الى دولة مواطنين.
العربية واللبنانية
وبالنسبة لوضع المرأة اللبنانية مقارنة بالأجنبية والعربية خصوصًا في ظل الثورات،قالت شرف الدين:”هناك اوهام بالنسبة لوضع المرأة اللبنانية مقارنة بالعربية بانها احسن، وبحكم تنقلي الكبير في البلاد العربية وبحكم معرفتي بقضايا النساء في البلدان العربية اعرف تمامًا ان لبنان في اسفل السلم، وليس شكل المرأة الذي يحدد مكانتها في المجتمع، المرأة كما كل اللبنانيين حصلت على بعض الحريات الشخصية نتيجة للنظام الاقتصادي الحر، ولكن وضعها في المجتمع ليس افضل من مكانة العربية، وبالرغم من كل امكانتياتها وبانها الاكثر نسبة في انخراطها في العمل لكنها ليست الاكثر مشاركة في صناعة القرار في بلادها.