أقلامهم

نبيل الفضل : بعثي علوي أسدي ! … إنها هواية البطر

بعثي علوي أسدي.. مليفي

نبيل الفضل
 الحزب السوري الحاكم بعثي العقيدة علوي الطائفة اسدي الاسرة. وهو نظام لم يقم منذ اسبوع او سنتين، بل هو نظام قام منذ 1973 على يد الاب حافظ الاسد. ومنذ ذلك اليوم والى اليوم والاسد العلوي البعثي يحكم سورية حتى مات، فتم زج ابنه بشار الاسد العلوي البعثي مكان ابيه بعد تعديل دستوري شكلي.
الانتفاضة الشعبية(!!) السورية قامت منذ اكثر من عام كامتداد متوقع لاحداث تونس ومصر وليبيا واليمن، بما يسمى الربيع العربي، مع ان نتائجه خريفية النكهة.
ونحن ممن لا يقر قتل المدنيين ويقشعر بدنه لمقتل الاطفال ولا نتعاطف مع الحكم البعثي العلوي الاسدي، نقرأ بقرف وحسرة ان اعداد القتلى في سورية قد بلغت 8500 قتيل بين رجل وامرأة وطفل!!.
وفي الكويت يتصايح الكثيرون حسرة على سفك الدماء السورية ويتباكى كثيرون على هذه المظالم البعثية العلوية. ويغامر نوابنا الافاضل في زج الكويت لمواجهة مباشرة مع الحزب السوري الحاكم مبررين هذه الرعونة في التدخل بالسياسة الخارجية بما يحدث من دموية في الشارع السوري!.
ونحن اذ نتعاطف مع الدماء السورية البريئة فاننا نتردد كثيرا في زج الكويت بآتون المشاكل الاقليمية سواء في سورية أو غيرها.
كما اننا من أشد الرافضين لاستيراد او استدراج مشاكل الشعوب الاخرى الى ساحتنا الكويتية مهما كان تعاطفنا مع مآسي تلك الشعوب.
هذا من حيث المبدأ، اما من حيث الموقف السياسي كممثلين للشعب، فسنتصدى لما يسيء للكويت ويهدد مستقبلها وعلاقاتها مع الآخرين بكل اداة متاحة.
ولكن ما دفعنا للكتابة في يوم اجازة هو ملاحظة تفرض نفسها فرضاً على عقولنا.
ان النظام الحاكم السوري البعثي العلوي الاسدي كان قد قام في عام 1981 بقصف مدينة حماة ودكها بالمدفعية والطائرات.
وقد راح ضحية ذلك القصف المكثف 41000 قتيل خلال اسبوع واحد!! واحد واربعون الف قتيل في اسبوع!!!
ومع ذلك فلم نسمع احداً من نواب ذلك اليوم او نواب اليوم يتباكى على اولئك الاشقاء السوريين، ولم نسمع احداً من «ربعنا» يتهم النظام السوري يومذاك بالدموية والديكتاتورية والظلم.
بل ان نفس هؤلاء المتصايحين على مذابح سورية اليوم كانوا خلال الثلاثين عاما الماضية من اكثر زوار سورية والمصطافين فيها تحت ظلال نفس الحكم السوري البعثي العلوي الاسدي!!.
ومنهم من استثمر في سورية ومنهم من تملك ومنهم من صاهر وتزوج من سورية تحت الحكم البعثي العلوي الاسدي!.
بل ان كثيراً من شاتمي الحكم السوري اليوم وقفوا منذ ست سنوات فقط يحرقون اعلام امريكا امام سفارتها في الكويت انتصارا للسيد حسن نصرالله في حربه المفتعلة على اسرائيل!. وكانت سورية في اعينهم يومها هي سورية الصمود والتحدي!. مع ان الحكم السوري كان هو هو نفسه البعثي العلوي الاسدي الذي دمر حماة على رؤوس ابنائها وقتل 41000 مدني منهم!!
ان هذا التناقض المقيت هو ما يجعلنا لا نحترم صاحبه ونشك في توجهاته واهدافه واسباب تصايحه وشق جيوبه.
نحن نظن ان النظام السوري لم يستعمل الى هذه اللحظة حتى %10 مما يملك من اسلحة دمار لن يتردد في استخدامها متى ما اراد. ونظن ان دعم الطرف الآخر – من قبل ربعنا – بالمال لشراء السلاح هو ادامة لسفك الدماء السورية. في وقت تحتاج فيه سورية الى حقن الدماء والجلوس على مائدة التفاوض.
ونحن نعلم كما يعلم العقلاء ان الحكم الحالي لن يعود الى سابق عهده من بطش أو تفرد بالقرار، فقد رأى ما حدث نتيجة سوء الادارة وحرمان الشعب من المشاركة في حكم نفسه.
ولكن للاسف ربعنا هنا لا يكلفهم الامر سوى تبرعات يمتصونها من جيوب القلوب الرحيمة ليواصلوا تمتعهم بمشهد الاقتتال وسفك الدماء في ربوع الشام، كي يرفعوا هم عقيرتهم عندنا ويشتموا كل سوري وكل متعاطف مع سورية!.
انها هواية البطر، فاللهم احمنا من البطر واهله.
 
 نحن نتفق مع الدكتور محمد المقاطع بان توقيت مقال محمد المليفي الذي اودى به للحجز كان توقيتا خاطئا تماما، كما كانت فكرة مقاله القبيحة واسلوبه في طرحها وتناولها في ذلك المقال المأفون. ولكننا نختلف مع الدكتور المقاطع في ان استمرار احتجاز – وليس اعتقال – المليفي لا يجوز دستوريا وقانونيا
فالقانون الحالي يستند إلى الدستور، فان كانت فيه شبهة عدم الدستورية فان واجب المقاطع والخبراء مثله ان يطعنوا بعدم دستورية القانون.
واما استخدام القانون من قبل السلطة القضائية بأقصى مدد متاحة فيه فهو حق قانوني ليس من حق احد ان يعترض عليه او على السلطة القضائية.
من جانب آخر وبعيدا عن المتاجرة السياسية التي يحاولها البعض في المزج ما بين ازمة الاخوة البدون وازمة الاخ المليفي، وبعيدا عن تحدي القانون فاننا ورغم اختلافنا الشديد مع ما كتبه المليفي في حق معتقد اخوتنا الشيعة، الا اننا نتمنى ان يكتفي القضاة بالمدة التي قضاها المليفي في السجن بعيدا عن ابنائه الايتام… رحمة بهم لا به.
ولعل فيما حدث للمليفي درسا له ولكل من تسول له نفسه الاساءة الى معتقدات الناس.
ولا نظن ان الاخوة من ابنائنا الشيعة يريدون اكثر من احترام الآخرين لمعتقداتهم ولكونهم جزءاً تاريخياً من نسيج المواطنة الكويتية.
أعزاءنا
نأسف على ازعاجكم في يوم اجازة، ولكنه تعويض عن مقال لم يكتب يوم امس.