آراؤهم

استـجواب بنـكهة الإحـراج

الاستجواب الذي قدمه النائب صالح عاشور لسمو رئيس مجلس الوزراء يجب ان يطلق عليه  مسمي” استجواب الاحراج ” لان النائب الفاضل يحاول احراج كتلة  ال 35 او الأغلبية البرلمانية لان الجميع يعلم بأن كتلة المعارضة السابقة كان من أهم مبادئها  الدفاع عن المال العام وكشف المرتشين والفاسدين وما يطلق علية القبيضة وهي اليوم أمام اختيار صعب بطعم الانكشاف هل يقفون ويدافعون عن سمو رئيس الوزراءالذي كان في الحكومة السابقة النائب الأول !! أو يقفون ضده ويكشفون الاثار المترتبة عن الاختلاسات في المال العام وبذلك يفقدون التعاون معه مما قد يؤدي الى أمور لا يرغبون بها فالأمر محير بحق واذا ثبت في الأيام القليلة القادمة عزم الحكومة مواجهة الاستجواب بجلسة  علنية فمن يجازف من كتلة ال35 ويتحدث بالجلسة مؤيداً للاستجواب ؟ ومن يغامر بتاريخه النيابي ويقف متحدثاً ومعارضاً للاستجواب .
إن الاستجواب المقدم لسمو رئيس مجلس الوزراء ليس هدفه كشف الحقيقة ولا كشف المرتشين ولا الدفاع عن المال العام ولا المصلحه العامة بل الهدف الرئيسي منه باعتقادي هو الاحراج ولا شيء غير الاحراج .
إن الوضع النيابي يتجه نحو التأزيم كما كان المجلس السابق والفارق بين المجلسين هو التبادل في المواقع حيث من كان معارضا اصبح مواليا ً، والموالي اصبح معارضاً والأخوة النواب تركوا الصالح العام  وهموم المواطن البسيط وأحوال البلاد التي تتطلب منهم التوجه إلى التشريع والعمل لنهضة المجتمع لا إلى تصفية الحسابات ومحاولة التازيم للنجاح في حّل الحكومة او المجلس فهذه ليست مهام النائب ، ولكن علي المواطنين الترقب والملاحظة الشديدة فهناك تغيير للمواقف وتبديل للأماكن ومزيد من الاحراج .
إن المحاور الخمسة لاستجواب سمو رئيس الحكومة هي تهاون الحكومة، وقصور إجراءاتها، وسوء استعمال السلطة في قضية الإيداعات البنكية بالمخالفة لأحكام القانون والدستور، التهاون والمماطلة والتسويف في تطبيق القانون، التفريط في المال العام، والاعتداء والتجاوزات المالية في قضية التحويلات الخارجية، قضية البدون وتعريض المصالح العليا والأمن الداخلي للخطر، عدم تقديم الحكومة برنامج عملها، مما يمثل انتهاكاً صارخاً للدستور.
كل محورمن المحاور يقول “الزّين عندي ” والأمور تتطلب من الأخوة النواب وعلى رأسهم صالح عاشور مقدم الاستجواب عليهم ان يضعوا مصلحة الكويت أولاً  في الاعتبار ومصلحة المواطنين ثانياً وان يتجهوا الي العمل الجماعي لرّقي البلاد والعباد والمصلحة العامة تتطلب المكاشفه والهدوء والبعد عن الاحراج والله الموفق والمستعان ..
يقول الشاعر والاديب بهران الزيدي المتوفي في عام 1550م :
والبس لكل زمانٍ ما يلائمهُ
 في العسرِ واليسرِ من حلٍ ومرتحلِ
واصمت ففي الصمت أسرار تضمنها
 ما نالها قط إلا سيد الرسل
واستشعر الحلم في كل الأمور
ولا تبدر ببادرة سوء إلى رجل
وإن بليت بخصمٍ لا خلاق له
 فكن كأنك لم تسمع ولم تقل
ولا تمار سفيها في محاورة
ولا حليما لكي تنجو من الزلل
 
                            
Dali-alkhumsan@hotmail.com