كتاب سبر

موقعة ” الرايات السود” !!

.. أو محاولة ” الأقلية مواقعة الأغلبية بالإكراه ” بين أحضان بيت التشريع !
فرفعت الجلسة ليسلم شرف الأمة الرفيع من الأذى !
لو تجاوزنا ” أفلام الأكشن ” التي باتت منهجاً لأقلية وإن اختلفت الأسباب, فانعزالهم واحدُ !
وتفهمنا الحالة النفسية لليبراليين المقيمين بـ” مجلس عزاء ” حتى يأتيهم الفرج بحل المجلس, أو ينزِّل الله عليهم كِسفاً من السماء فيبهتهم !
ولننظر للمشهد الدرامي العام لمراقب خارج الصورة, أغلبية معارضة برضى شعبي عام, أقلية متشرذمة “بطبطبة” فئوية خَجِلة, بمجلس فرضت عليه التركة السابقة الحسم! ماذا نرى ؟
أولا: بالنسبة لليبرالية فهم في أربع سنوات اُخَر يابسات, تتمنى اختزالها, هم فيها عن التشريع مبعدون, لذلك احتار دليلهم بين أغلبية صلدة ” سنية ” وأقلية هشة ” شيعية ” وهم لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء في فكرهم أو توجهاتهم! هم باختصار كمن ” يخاف من الكلب طلع له أسد “!
لذلك من المستحيل واقعياً أن يطرحوا برنامجاً ما لم يقدموا بعض التنازلات والتحالف مع من كانوا يصمونهم بالغوغائية, واضطرتهم أوضاع تبدل الأدوار ونظرية دُول الأيام لانتحال هذه الصفة!
الطرفان كلاهما مر فإما ” سنة بدو بعضهم تصنف أمريكا لِحاهم بالإرهاب !” أو ” شيعة حضر متحزبين متطرفين ولم يحصدوا الأصوات بل مذهبهم فعل ” فنجد أنهم أقرب للفئة الثانية لأنها تُبطن ” الأدلجة ” وتُظهر التمسك بالدولة المدنية, حتى حين !
ولأن الطرف الأول يواجه إقصاء لسبيين الأول ” طبقي تصنيفي” والثاني ” مكابرة على نجاح ” مجموعة بدو ” بتحقيق تغيير سينسبه لهم التاريخ رغماً عن الرافضين, فصار الليبراليون من شيعة الطرف الثاني !


وعودة للرايات السود!


لنفترض أنها وسيلة اعتراض ” سلمية ” رغم أن أصحاب الرايات السود تاريخياً لم يكونوا مصنفين من الـ Good People ولكننا ” سنستهبل ” وسنفترض أن اختيار الراية السوداء كان عشوائياً غير مرتبطاً بالتاريخ, فسأتعامل معها كوسيلة للإعلام بأمر ما لذلك لا تثير حفيظتي فقد كانت الرايات الحمر ترفرف فوق بعض البيوت في عهد الرسالة, ورغم سوء المقصد, لم تضرها شيئا !
ولكن العجيب أن كتلة ” X رئيس ” كانت ترفض وتشجب وتستنكر وتعزِّر وتزبد وترعد ضد من كانوا يخرجون للشارع ويعترضون سلمياً, عدا معارضي البحرين لتشابه المذهب طبعاً، ويؤلمني أن أكتب الجملة السابقة رغم أنها الحقيقة, فلماذا الحكم الذي كان بالأمس على شباب الحِراك ” شديد العقاب ” صار اليوم ” غفوراً رحيماً ” ؟! لماذا ؟!
لأن الأمر طائفي مصلحي وليس مبدئياً وطنياً أبداً ! وكفانا سلوك النعامة ” غير المحتشم ” التي تدفن رأسها اختباءً وتكشف عن مؤخرتها المحاطة بأجمل ألوان الريش !!
الرايات السود ليست إلا وسيلة مكشوفة لـ ” مَذْهبَة ” الرسالة المراد تمريرها بغلاف ” سلمي ” رغم أنها تحمل بين طياتها ” بودرة الجمرة الخبيثة ” !
خطة التخريب المتعمد لمجلس 2012 هي جريمة ضد الوطن مع سبق الإصرار والترصد, ولا يحق لأي كان أن يتغاضى عنها!
أتمنى أن يقف كل من وقفوا ضد الإيداعات المليونية, والرشاوى الحكومية للنواب, ورفضوا العمل مع حكومة راشية ومجلس جُلّه مرتشي, وعرّوا خطة التنمية, وأقالوا رئيس حكومة, أن يضعوا منهجية لوقف خطة حل هذا المجلس بكل الوسائل القانونية والأدوات الدستورية, فمصالح الشعب الكويتي ليست ألعوبة ولقمة سائغة لأحد, بل مرارة في حلوق كل من يحاول أن يعض لحم الكويت, وغصة في حلقوم أهل الفتن المريبين !
عموماً, أظن أن كل ما سبق لا يهم, ما يهم فعلاً, أن نعرف متى سيقر كادر الجمارك حتى ” نهجّ ” في ” الويك إند “؟
ومتى سيصرف كادر المعلمين ليدفعوا منه رواتب ” معلمي ” أبنائهم الخصوصيين ؟!
وكم نسبة الزيادات المقترحة للقطاع الخاص ليصبح جاذباً مثل الحكومة فيحصل المواطن على راتب ودعم عمالة ويشتري الخروف العربي بمئة دينار, وكيلو الزبيدي بعشرة دنانير وأكياس ” زبالة ” العشرين حبة بدينارين؟!
ومتى سيُجدد لوكلاء “بعض” الوزارت للفترة الستين ليستمر الصنبور بإغداق الصدقات والزكوات على أرامل شهداء البوسنة والهرسك حصرياً لأن ” الدارفوريات ” مكتفيات ذاتياً من خيرات بلدهن الغني ؟!
وكم ومتى وماذا ولو ؟!


والسؤال الأشد أهمية, متى نعقد اتفاقية مع اليمن الشقيق, بعد إفاقة شعبه, لاستيراد ” القات “؟
نريدها ” تحشيش ” صباحاً  ” تهيـيص ” مساءً ” عربدة ” ليلاً ” غيبوبة ” فجراً ! وهكذا.. ! لتعمل الحكومة آمنة مطمئنة برعاية شعب يجتر ” مبسوطاً ” بمزارع أملاك الدولة !
بلا وطن بلا وجع راس !
رحمك الله يا ابن خلدون, بينت في مقدمتك النهاية !


twitter@kholoudalkhames